د.دلال بنت مخلد الحربي
تفاقمت أزمة الفارين أو المهاجرين من بلدان عربية وإفريقية إلى أوربا هروباً من سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية في بلدانهم وتحولت إلى ظاهرة تستوجب العلاج من قبل كل من له صلة بهذا الموضوع ولكن بما أن أغلب البلدان التي يخرج منها المهاجرون غير قادرة على حل المشكلة نتيجة لسوء أوضاعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتقف مكتوفة الأيدي في حل القضية وعلى وجه الخصوص الدول العربية والتي تبدلت الأحوال فيها منذ قيام ثورات الربيع العربي وعلى رأسها سوريا التي يحكمها طاغية يعتمد على أقلية ينتمي إليها وهو على استعداد تام على أن لا يبقى في سوريا غيره غير مكترث بمن يفر وبمن يقتل فالمهم في الأمر أن يبقى هو حاكماً حتى لو كان صورياً.
إذاً من أين يمكن أن يأتي حل لهذه الأزمة العالمية؟
من وجهة نظري يأتي الحل من تعاون الهيئات والمنظمات الإنسانية العالمية التي يفترض أن تنسق جهودها لمساعدة المهاجرين الفارين من بلدانهم على مواجهة مشكلات الحياة في المناطق التي انتقلوا إليها, والأمر الآخر أن تسعى الدول الأوربية بما أنها كانت قديماً تستعمر هذه الدول أن تبذل جهدها لتنمية تلك الدول تنمية اقتصادية وتنمية اجتماعية وتنمية سياسية وتنمية تعين على الاستقرار.
والمؤسف هنا أن نسبة كبيرة من هؤلاء المهاجرين هم من العرب والمسلمين وهذا الأمر يفترض أن يضاعف المسؤولية على المنظمات العربية والإسلامية والتي لم نر لها حتى اليوم أي تأثير واضح وعلى رأسها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وهيئات الإغاثة, والأخيرة قد تكون تقدم بعض الخدمات لكن المطالبة هنا بالحلول التي تعالج المشكلة برمتها.
يفترض أن ننظر إلى المثال الغربي هناك منظمات أوربية وأمريكية تفعل الشيء الكثير في سبيل تأمين أبسط مقومات الحياة وتوفير الإطار القانوني لتمكين هؤلاء المهاجرين من العيش في الأماكن التي وصلوا إليها على نحو قانوني يعينهم على توفير الحياة الكريمة والشعور بالأمان الذي فقدوه في بلدانهم.