خالد بن حمد المالك
كان الجمهور السعودي والعربي والإسلامي أول من استقبل الملك سلمان حين كان يدلف إلى بوابة البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي، مرحباً ومؤيداً ومسانداً للزيارة وللسياسة السعودية، هتف هذا الجمهور الوفي كثيراً وطويلاً، وانتظر في الشوارع والساحات المؤدية إلى قصر الرئاسة ليُسْمِع الملك سلمان صوته ورأيه وهتافاته وأناشيده وعبارات الترحيب والتأييد، وكرر ذلك المشهد أمام مقر سكنه لحظة دخوله وخروجه منه، في ظاهرة مخالفة لما اعتدنا أن نراه أو نسمعه من مظاهرات وتجمهر ومسيرات من المعارضين لدولهم كلما جاء زعيم لهم في زيارة لأمريكا وغيرها من الدول.
* * *
لقد جمع المواطنين والعرب والمسلمين في هذه التظاهرة حب سلمان وتقدير الجميع لدور المملكة، وعلى المستوى الوطني فقد كان السعوديون الموجودون في أمريكا للدراسة أو العلاج على قلب رجل واحد في هذا الموقف، لم تفرقهم المذاهب، ولا الانتماء القبلي، أو المناطقية، من أن يكونوا في صوت واحد وقلب واحد في بوحهم وإعلانهم عن محبة سلمان بن عبدالعزيز، وقد كانت مشاعرهم غاية في الصدق والنبل في ظل تحديات كثيرة تحيط بدول المنطقة، فيما تمكنت المملكة بسياساتها وقدراتها من أن تكون بمنأى من تأثير ذلك على مسيرتها، بل وأن تساعد الأشقاء في تجاوز هذه المحن بأقل الأضرار.
* * *
وخارج إطار الزيارة الرسمية، كان هناك أيضاً اهتمام من الملك بأن يلتقي الطلاب، ورجال الأعمال السعوديين، وقدماء أرامكو من الأمريكيين المؤسسين، وبالسفراء العرب، وغيرهم، فيتحدث إلى كل طيف من هؤلاء بما يلامس اهتماماتهم، ويعطي أحسن الانطباعات عن المملكة، وبما يضعهم في صورة الواقع الذي لا لبس فيه ولا غموض، ضمن رؤية الملك الشخصية التي يقود بها المملكة نحو مستقبل أفضل في عالم يموج بالكثير من النزاعات والصراعات وعدم الاستقرار.
* * *
أمضى الملك سلمان يوميه في واشنطن، دون أن يعطي نفسه ولو قليلاً من الوقت للراحة أو الاستجمام، واستثمر وجوده في العاصمة الأمريكية بعد مباحثاته مع أوباما ليقابل رئيسين أمريكيين سابقين هما بوش وكلنتون، وأن يكون لرؤساء التحرير والكتاب والإعلاميين فرصتهم للقائه، وفي كل هذه المناسبات كان سلمان حاضر الذهن، متفاعلاً مع من يستقبلهم، حريصاً على أن تكون المملكة بقيادتها وشعبها منارة للمواقف المتزنة، والمشاركات الدولية الفاعلة، بسياساتها، وتعاملاتها الاقتصادية، ضمن التوجه الحكيم الذي رسمه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لأبنائه وساروا عليه.
* * *
كان الملك سلمان أيضاً، قد حرص على أن يصطحب معه في هذه الزيارة مجموعة من أعضاء وعضوات مجلس الشورى ورؤساء التحرير والكتاب والكاتبات والأكاديميين والأكاديميات ونخبة من الإعلاميين، ومثل ذلك فقد اصطحب عددا من رجال الأعمال، ومكنهم من أن يلتقوا نظراءهم من الأمريكيين لبناء وتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا، في ظل أنظمة ومظلة وقواعد جديدة لتنظيم الشراكة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، بما يؤمل أن يعطي العلاقات الثنائية بين بلدينا بعداً وعمقاً أكثر مما هي عليه الآن.
يتبع............................................