عبدالواحد المشيقح
لا أدري إن كانت لجنة المسابقات تجد تعارضاً وتضارباً في عملها مع بقية اللجان.. أو (أن) اتحاد القدم لا يدعم عملها.. أو ربما أن لجنة المسابقات نفسها تدير عملها بعشوائية.. ولا تنظر لبرمجة المسابقات بالصورة التي تكفل نجاحها..!
لكن ما هو واضح أن التنظيم المبرمج لمسابقاتنا غائب.. وما يحدث بدوري هذا الموسم من كثرة التوقفات وطولها إلا شاهد من شواهد الفوضى والعشوائية.. فدوري يُلعب منه جولتان، ثم توقف لأكثر من عشرين يوماً، ثم يستأنف بمباراة وحيدة.. بعدها يتوقف لشهر.. ماذا يمكننا أن نقول عنه..؟!
هذه الحالة العجيبة ليست وليدة هذا الموسم.. فالمواسم الفائتة كافة عانت من التوقفات.. وتداخل المسابقات؛ ما أفقد الدوري جزءاً كبيراً من إثارته وحضوره.. فاللاعب السعودي هو الوحيد في العالم الذي يلعب اليوم.. ولا يعلم متى يتوقف.. ومتى يعود ثانية(؟!) والمدرب هو الآخر يعجز عن توزيع مجهودات لاعبيه.. كونه مدرباً مشتت الذهن..!
إن تكرار عبارة إننا نختلف عن غيرنا.. بسبب الأعياد وشهر رمضان.. فضلاً عن مشاركات أنديتنا الخارجية.. وأيام (الفيفا) واللقاءات الرسمية للمنتخب.. أمر ليس كافياً لقبول ما يحدث؛ فنحن ما زلنا نجهل أن الدوري هو سر النجاح.. وهو مكتشف النجوم وصانعهم.. وكلما قدمنا دورياً ناجحاً انعكس ذلك على المنتخب.. وإذا ما أضعفنا دورينا فبكل تأكيد سيحدث العكس..!
والحلول كثيرة للحيلولة دون جعل الدوري مملاً كما هو حاصل الآن.. ففي المباريات الودية يكون تفريغ اللاعبين قبل المباراة (بـ48) ساعة فقط.. أما نحن فنستدعيهم قبلها بأسبوع وأحياناً أكثر.. وفي مباريات التأهل لبطولات دولية فإن التجمع يكون قبل أربعة أيام، بما في ذلك يوم المباراة.. ومباريات التصفيات المؤهلة للبطولات الدولية في البطولة التي نظمت على أساس موعد مخصص لمباريات ودية 48 ساعة.. والوقت نفسه في المباريات الودية المحددة على أساس موعد مباريات التصفية المؤهلة لبطولة دولية في البطولة.. وأخيراً المسابقات النهائية لبطولة دولية 14 يوماً قبل أول مباراة في البطولة، وعلى اللاعبين الانضمام للمنتخب قبل 48 ساعة من بداية المباراة.. هذا يحدث في دول العالم كافة.. بينما نحن نعتمد على (طول) المعسكر، وكأن إطالة المعسكرات ستعيد توهج منتخبنا.. وسترفع تصنيفنا في الفيفا..!
الالتزام بالأيام المحددة التي يعمل بها جميع اتحادات العالم.. سيوفر لنا وقتاً طويلاً نستفيد منه.. كما أن فصل الشرق عن الغرب في دوري أبطال آسيا سهّل كثيراً من (اختناق) دورينا.. حتى كأس ولي العهد الذي بدأ قبل الدوري كان من الأفضل أن يستمر حتى يلعب النهائي.. أو على أقل تقدير الوصول للمباراة الختامية.. ثم ينطلق الدوري حتى نسلم من الإيقافات المتكررة.. ولا أرى هناك مانعاً من المشاركة في دورة الخليج بالمنتخب (الأولمبي)؛ ففوائد مشاركة هذا المنتخب ستكون كثيرة.. أهمها طرح الثقة في لاعبين جدد، ربما اكتشفنا موهبتهم.. والأمر الآخر استمرارية الدوري دون توقفات..!
مَنْ ينصف البقية..؟!
الكل يتساءل: لماذا اللاعب السعودي يشارك مع فريقه مواسم طويلة.. يقدم من خلالها مستويات كبيرة.. والجميع يشيد بعطائه.. وتميزه.. ويبقى بعيداً عن المنتخبات(؟) وما إن ينتقل هذا اللاعب لأحد الأندية الكبيرة أو الشهيرة أو الغنية - سمها ما شئت - إلا ويتصدر اسمه حينها قائمة المنتخب..!
هذا الأمر ليس جديداً علينا.. فقد تعودنا حدوثه سنوات طويلة.. وهذا الأمر يعود لسببين لا ثالث لهما - برأيي -: فإما أن الأجهزة الفنية للمنتخبات تكون متابعتها لفرق معينة دون غيرها.. أو أن اسم النادي يلعب دوراً كبيراً في عملية الاختيار..!
في تشكيل المنتخب الأخير مثلاً تم اختيار اللاعب ياسين حمزة.. من واقع مباراتين فقط لعبهما مع الاتحاد بعد انتقاله من التعاون.. في الوقت الذي تم تجاهله لمدة موسمين ناجحين، قضاهما في ناديه السابق..!
لست ضد (ضم) اللاعب للمنتخب؛ فلطالما امتدحنا عطاءه.. وأشدنا بما يقدم من مستويات متميزة.. ولكن كيف الجهاز الفني لم يقنعه أداء اللاعب في التعاون طوال موسمين.. ورأوا فيه اللاعب الأفضل من خلال لقاءين لعبهما مع الاتحاد.. أمام فرق متوسطة المستوى (أُحد ثم نجران)..؟!
استرجعوا ذاكرتكم للوراء.. وتذكروا كيف استفادت منتخباتنا من لاعبين تم اكتشاف موهبتهم في سن مبكرة.. فلا أعتقد أننا سنتجاوز عبدالله ومحمد الدعيع وسليمان الرشودي وحمزة إدريس وشايع النفيسة وغيرهم.. فتم ضمهم للمنتخبات فور بروزهم.. وقدموا عطاءات متميزة لسنوات طويلة.. وحققنا الفائدة منهم.. وفي المقابل فإن عدداً كبيراً لم نتمكن من كشف مستواهم إلا بعد انتقالهم لأندية أخرى.. تخيلوا (لو) أن لاعباً مثل مالك معاذ مثلاً تدرج في المنتخبات السنية كيف سيكون مستواه في المستقبل (؟).. ولو أن حمزة ياسين ضُم للمنتخب قبل عامين بالتأكيد الفائدة ستكون أكبر.. والمستفيد هو المنتخب.. فمن ينصف نجوم بقية الأندية..؟