جاسر عبدالعزيز الجاسر
تكشفت لدى السلطات الكويتية الكثير من المعلومات بعد تشعب التحقيقات التي تجريها لمتابعة جريمة تخزين الأسلحة والتفجيرات لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في دولة الكويت، والتي اصطلح على تسميتها بعملية العبدلي، كونها اكتشفت في منطقة العبدلي شمال الكويت قرب الحدود مع العراق.
وقد كشفت التحقيقات عن وجود مخطط إيراني ينفذ على أراضي دول مجلس التعاون يشمل الكويت والبحرين والسعودية والإمارات وقطر وصولاً إلى اليمن، وأن هذا المخطط وضعت أسسه منذ وقت طويل، يمتد إلى أكثر من عقدين من الزمن وأن جهات قيادية عليا في نظام ملالي إيران تشرف على هذا المخطط.. وكلف الحرس الثوري الإيراني وخصصت قيادات وعناصر إرهابية في حزب الله اللبناني لتنفيذ خطوات المخطط الذي اعتبرت متابعة تنفيذه من مهام السفير الإيراني في البلد المعني؛ ولهذا فقد ظهر أن جميع سفراء النظام الإيراني في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالإضافة إلى اليمن هم من قادة الحرس الثوري على تنفيذ الأعمال الإرهابية من خلال وجود سفير منهم وهو ما طبق في العراق الذي استقبل جميع سفراء النظام الإيراني من أعضاء الحرس الثوري.
وقد كشفت الأحداث في اليمن أن سفير النظام الإيراني في صنعاء حوّل مقر السفارة إلى غرفة عمليات تدير معارك الانقلابيين الحوثيين، وأنه هو ونائبه وعدداً من دبلوماسية عناصر قيادية وخبراء في حرب العصابات؛ وأن وضعه مشابه لوضع سفير النظام الإيراني في الكويت على رضا عنايتي الموظف في جهاز الاستخبارات المرتبطة بالحرس الثوري وأنه حتى تكليفه سفيراً في دولة الكويت كان مسؤولاً عن ملف التمرد الحوثي في اليمن منذ 2006 إلى 2009 وأنه قبل ذلك كان مسؤولاً عن ملف إثارة الفوضى في البحرين.
التحقيقات كشفت أيضاً عن أن حزب الله اللبناني له دور فعّال في نشر الإرهابيين وتدريبهم وإرسالهم لدول الخليج العربية ومنهم أبناء تلك الدول من المنتمين إلى مكون طائفي، وقد كشفت التحقيقات بأن جهاز أمني واستخباري غربي قد صور قياديين لبنانيين من حزب حسن نصرالله متهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري قد شوهدوا مع مواطنين كويتين في مطار لعاصمة عربية في شمال إفريقيا وأنهم توجهوا إلى البحرين وبعدها تضاعف حدوث التفجيرات في مملكة البحرين وقد كشفت السلطات الاستخبارية الأمريكية أن نظام ملالي إيران ينفق مليارات الدولارات سنوياً لدعم الجماعات والمليشيات الإرهابية، وتوفير أموال وسيولة عالية لقادة هذه الجماعات والأحزاب والمليشيات الإرهابية في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين وحتى في دولة الكويت.
ونشرت صحيفة السياسة الكويتية تقريراً مفصلاً عن صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، أظهر أن حزب الله اللبناني يحصل سنوياً من 100 إلى 200 مليون دولار في حين تذهب 3.5 إلى 15 مليار دولار سنوياً لدعم نظام بشار الأسد، كما يقدم نظام ملالي إيران من 12 إلى 26 مليار دولار إلى الأحزاب والمليشيات الطائفية في العراق وسورية وأكثر من 30 مليون دولار لدعم الحوثيين في اليمن، وعشرات الملايين من الدولارات للخلايا الإرهابية في البحرين، فضلاً عن تخصيص ميزانية سرية للحرس الثوري تسلم إلى فيلق القدس الإرهابي لتنفيذ الأعمال الإرهابية والصرف على الخلايا الإرهابية الإيرانية في دول الخليج العربية.
هذا الكشف المرعب الذي حتماً ستضعه دولة الكويت تحت تصرف دول الخليج العربية والدول التي تدعي مكافحة الإرهاب لمعرفة من يدعم ويحرك الإرهاب في المنطقة العربية والتصدي له إن كانوا صادقين في مواجهة الإرهاب.