عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة.. من المؤكد أن المصائب لا تأتي فرادى، واليوم قد يكون نادي النصر أكبر دليل على ذلك المثل أو المقولة المتداولة اجتماعياً، فما يحدث لبطل الدوري في آخر موسمين قد لا يصدق، بل يتخيل للقريب والمتابع أنه من متغيرات الزمن الحديث والمستقبل الغامض، فبغض النظر عما يتعرض له الفريق من هزات وتخبطات تدل على عشوائية العمل وضعف القيادة وامتعاض أغلب اللاعبين من عدم الاستقرار وضبابية الأمور إلا إن الكارثة التي حلت ويصعب تجاوزها أو الاستغناء عنها هو امتعاض واستياء الداعم الأميز والرجل الذهبي صاحب الأيادي البيضاء والذي له الفضل بعد الله في إنقاذ النادي من كثير من الأزمات والاختناقات وخاصة الرواتب، ودفع عشرات الملايين في أصعب الظروف ناهيك عن الوقوف خلف كل صفقة وآخرها دفع مبلغ انتقال المهاجم (المقلب) بما يقارب ثمانية وعشرين مليون ريال، وإذا ما استمر ابتعاد الأمير الإنسان والرياضي الاصيل فإن الكارثة الكبرى بالفعل قد حلت ورمت بأطنابها على الكيان بكامله ولن أقول: إنه يصعب تعويضه بل يستحيل أن يوجد اليوم مثيل له في حبه ودعمه وتضحياته وصرفه وإغداقه المال والحب، وهنا يأتي في خاطري أسئلة: ماذا بقي لهذه الادارة إن رحل عن دعمها ذلك الرجل العظيم؟ وكيف سيكون وضعها؟ وأين ستتجه بأحلامها الوردية التي توهمت وأوهمت من حولها بما لاتملكه ولم تقم بدفع ثمنه؟ واليوم بخسارتها لأكبر داعم وأكرم رجل في تاريخ النادي إن لم يكن في الرياضة السعودية وخاصة الاندية فمصير هذه الادارة الإفلاس والرحيل ولن يندم أحد على رحيلها إن هي كانت السبب الرئس والمباشر في رحيل أهم وأعظم مامر على خارطة الكيان العالمي.
منتخب لا يجد الدعم!!
في جميع أنحاء العالم يقف الجميع خلف منتخبات بلادها وتتوحد المواقف وتتلاشى الخلافات ويكونون صفا واحدا خلف منتخب الوطن في جميع دول العالم بمختلف ثقافاتها وعاداتها حتى من يشهد صراعات وعدم استقرار الا لدينا فلا زال- يا سبحان الله- التعصب الاعمى وشعارات الاندية وتفضيل اللاعبين والتمييز بينهم هو الامر السائد والمسيطر، والملاحظ أن تشجيع المنتخب والوقوف خلفه تحكمه عاطفة الانتماء للأندية ويتوقف المشجع الرياضي وتحديد موقفه حسب انضمام لاعبين معينين للمنتخب، وهنا يجب التوقف كثيرا والبحث جيدا عن مسببات هذا الفكر وكيف وصلت الأمور إلى تفضيل وتبجيل الأندية ولاعبيها على منتخب بلد تنتمي وتتشرف بترابه، وهنا لا نربط إطلاقا الوطنية بحب أو الوقوف خلف المنتخب ولكن ما يجب بحثه ومعرفته والوصول إليه هو من أوصلنا إلى هذه المرحلة من التعصب؟ ولماذا نكون منفردين بين أقطار العالم للأسوأ في الوقوف خلف منتخب بلادنا وهل تقع المسؤولية على الإعلام الرياضي؟ أم تغيير ثقافات؟ أم سقف الطموح قد تراجع أو تلاشى على الأصح وأصبحنا ذوي طموح محلي وتوقفنا عن الطموح لمقارعة الآخرين والمنافسة في المحافل الدولية.
نقاط للتأمل:
- نعم فاز المنتخب على المنتخب الماليزي بصعوبة وفي أجواء غير صحية شهدتها الدقائق الأخيرة من المباراة، ولكن الأداء العام ومستوى المنتخب يؤكد أن المشاكل الفنية والتكتيك العام يحتاج الى عمل وجهد ليسا بالهينين.
- الشكر والامتنان للزميلين العزيزين أحمد العجلان وطلال الغامدي لتوجيههما الدعوة لي للحضور والتواجد في حفل تكريم الزميل والإعلامي المخضرم الأستاذ محمد البكر ولظروفي الخاصة لم أتمكن من الحضور فكل الشكر لهما ولجميع العاملين والقائمين على هذه الفكرة الجميلة والمستحقة.
- تأكيداً لما تطرقت اليه حول انتماء الكثير للأندية وتفضيله على المنتخب شاهدوا ما يحدث لبعض لاعبي المنتخب من مضايقات واحتكاكات وهم في مهمة تمثل البلد فقبل اشهر قصة المشجع مع ناصر الشمراني في استراليا وبالأمس القريب المشجع مع نايف هزازي في ماليزيا عجبي!.
- إذا صحت المعلومات ان لجنة المنازعات في الاتحاد السعودي قد تلقت خطابات احتجاج وشكوى من اللاعب محمد نور ضد إدارة نادي الاتحاد وكذلك نفس الحالة من اللاعب ابراهيم غالب ضد إدارة نادي النصر فهذا امر يؤكد ان الوضع والأمور في الأندية لا تبشر بخير.
- أن تخسر لاعبا فبالإمكان تعويضه وأن تخسر مدربا فيمكنك إحضار أفضل منه وإن غادر إداري أو موظف فالناس كثر، أما ان تفقد ثقة داعم ورجل من ذهب ومحب وسخي فبالتأكيد قد خسرت الشيء الكثير، ومن المستحيل تعويضه أو نسيان ما قدم ولكن من يقدر هذا الأمر؟!.
- استغرب استمرار المدافع أو عقد اجتماع مع المدرب لتحديد امكانية استمراره فهل وصل الهوان والعجز إلى هذه الدرجة وهل توقف دعم الفريق بعناصر تصنع الفرق والاكتفاء بما هو موجود رغم ان البداية لا تبشر بخير والقادم بالتأكيد سيكون أسوأ.
خاتمة:
أكره الخطأ ولكن لا أكره المخطئ، وأبغض المعصية ولكن أرحم العاصي، وأنتقد القول ولكن أحترم القائل.. فأنا مهمتي أن أقضي على المرض لا على المريض...
وعلى الوعد والعهد معكم في كل يوم جمعة نلتقي بكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.