ياسر حجازي
من دفتر المحبوب: مرّة أخرى
1.
وعلى ذمّتي في هواكَ
-إذا شئتَ- مَعصِيتانْ
غدرُكَ العهدَ: قلبي
وأخرى،
إذا عُدْتَ
عادَ إليكَ الهوى بِافْتِتَانْ
2.
واستوى في هواكَ على زَرَدي جدولُ
حَلَّ في الغرفتين المقدَّستين بقلبي
فأيّهما سَبَبي
رَحْمَةٌ في يمينك
أَمْ مِعْوَلُ؟
3.
وأنزعُ منّي ما زرعتِ به أذى
وأعلمُ أنَّ النَّزْعَ جرحٌ أليمُ
وأعفو ولا أنسى، فما عادَ مؤلماً
فقلبٌ رؤوفٌ بي، وقلبٌ رجيمُ
4.
رغبة
لأقول لكِ الآن: إنّي على ما يرامْ
وأنّي نسيتُ عيونكِ
حين يكون على رمشها كحلة داكنةْ
وأنّي نسيتُ
ونمتُ كما لم أنَمْ سابقاً
نمتُ،
ثمّ صباحاً
رأيتُكِ في مُهجتي ساكنةْ
5.
كلمّا
قلتُ أغضبُ منكِ
-وإنْ مازحاً-
فزَّ قلبي يُهدّدُ:
واللهِ أقطعُ منكَ الوتينْ
6.
ظنّ أنّهُ مُخْتلفُ
ما الذي حَلّ في دورة العشقِ
حتّى تعالى على صحّةٍ
تَلَفُ
عادةٌ فيه
إنْ شئتَهُ: .. يتردّدُ
أو رُحْتَ... يأتَلِفُ
**
قليلاً من الأمنيات
ولِي في الوصيّةْ
قليلاً من الأمنياتِ العصيّةْ:
1. احرقوا جسدي
2. وانثروا من رمادي على بلدي
3. والبقيّةْ
لبناتي اللواتي تعوَّدْنَ منّي الهديّةْ
**
كَرْمَةُ الأَخْلاء
ألُوْذُ بوَرْدِ المُنتهَى جاهِراً بـهِ
أسَامِعَ جَهْرِي مَا أُخَبِّئُ فَاتِنُ
فأيّاً تَرَى مِنِّي، تَظُنُّـهُ بِدْعَـةً
وكمْ مِنْ بَدِيْعٍ فِي حَنَايـَاهُ آمِنُ
تَوَلَّيْتُ نَفْسِي أَنْ تَذُوْدَ عَنِ الهَوَى
وَمِثْـلِي عَزِيزٌ لا يَغُرُّه واهِنُ
وَقَفْتُ عَلَى بَابِي، وَطَرْفِي مُعَاتِباً
متَى آلَ أَطْلالاً وما فيهِ سَاكِنُ
أَيَا دكَّةَ الأَبْوَابِ حَظِّي بِكُمْ سُدَى
أَطَلْتُ مَقَامِي وَهْوَ عنِّيَ ظَاعِنُ
أَقُومُ الدُّجَى، ظَنِّي بِهِ قَائِماً مَعِي
شَفِيْقاً إِلَى جَنْبِي، ضِيَاؤُهُ دَاكِنُ
فَوَاللهِ مَا أدْرِيْ مَكَانِيْ مَكَانَـهُ
وَإِنْ هُوَ عَنْ نَجْوَى فُؤَادِيَ فـَاطِنُ
لَهُ فِي حَنَايَا قَلْبِيَ الغَضِّ رَامَـةٌ
ورُوْحُهُ فِي رُوْحِي، قرَارُهُ كَامِنُ
قَضِيْنَا مَعاً حَتَّى ثُمَالَةِ خَمْرِنَـا
أُسَامِرُهُ عَنْ نَفْسِهِ وأُشَاجِنُ
كَأَنَّ العَشِيِّاتِ الخَلِيلاتِ كَرْمَةٌ
سَقَتْـنَا يَقِينـاً مَا أَعَدَّهُ سَادِنُ
إِذَا طَلَعَ الصُّبْحُ العَظِيْمُ رَأَيْتَنَا
يَتِيْمَيْنِ فِي ثَوبٍ يُخِيْطُهُ كَاهِنُ