سعد الدوسري
الإعلامي هو صوت وضمير الإنسانية، وهو مَنْ يدافع عن الحق والعدل والحرية، بكل ما أوتي من معرفة وموهبة.
المرأة هي أكثر الكائنات التصاقاً بالمشاعر والعواطف، وهي مَنْ تقدم حياتها في سبيل حماية طفل، أو في سبيل رعاية عجوز.
السلوك المشين الذي ارتكبته الصحافية المجرية ترتكبه في حق رجل سوري عجوز يحمل طفلَهُ، ويركض هارباً من طاغية بلاده إلى حرية البلاد المجرية، لا يمكن أن ينتمي للفكرة التقليدية السائدة عن الإعلامي أو عن المرأة.
إنه سلوك يوحي بانهيار كامل للأخلاق البشرية.
إنه مشهد ضمن سلسلة مشاهد يقتل فيها الراعي رعيته، ويسرق الإبن أباه، ويخون الأخ أخته، ويشوّه المؤمن دينه. وهذه السلسلة، تجعل الطاغية ينام قرير العين، تحت صورة إبن السنوات الأولى، وهو يغرق وحيداً على شاطئ من شواطئ الغربة. وتجعل المسؤول يسرق أموال المشروع، دون أن يعبأ بمن ستسقط جدرانه عليه. وتجعل الباحث عن الرزق، يطأ على جباه كل الباحثين عن الرزق معه، لكي يصل إلى الرزق وحده. وتجعل المؤتمن على حياة الآخرين، يشيح بوجهه عن أمانته، في سبيل مصلحته، وهو يعلم إلى أية هاوية يقود حياتهم.
لقد رأينا هذه المرأة الإعلامية، وهي تحمل الكاميرا، لكي تلتقط صوراً لأبشع عذاب بشري، وتوقعنا أن الدموع ستملأ عينيها حتماً وستنساب على خديها، دون غيرها من المصورين الرجال. لكن بدلاً عن ذلك، رأيناها، دون زملائها الرجال، تركل المهاجرين وتعرقلهم.