عبدالحفيظ الشمري
تدشين الأنشطة الجديدة للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات قبل أيام، ومن خلال ترتيبات عقد مؤتمر موسع حول تطوير قطاع المعارض والمؤتمرات، خطوة مناسبة لمد جسور التواصل نحو الشباب الذي يبحث عن فرص وظيفية تتوفر في هذا القطاع الحيوي، فهو مشروع لا شك أنه مهم من حيث الفكرة والمضمون والتطبيق، كما أنه هادف جداً إذا ما تطرق لتوطين الوظائف في هذا القطاع الحيوي.
فمن يتأمل مثل هذه المعارض والمناسبات والمؤتمرات فإنّ هناك جيشاً من العاملين في هذا الحقل، تتشكل في منظومات، وفرق، وطاقات بشرية تحتاجها مثل هذه اللقاءات؛ على نحو الإعداد والتنظيم والمتابعة والإشراف، إلا أنك حينما تتأمل في هذه الوجوه تعرف أنها محتكرة من قِبل وجوه وفئات معينة، فيما يغيب الوجه الوطني عن مثل هذه الأعمال والجهود، علماً بأن الوظائف مهمة جداً للشباب بفئتيه؛ الرجال والنساء.
وهنا لا نقلل من قيمة أحد أو نقصيه عن معادلة العطاء والتميز، لكن يجدر بنا أن نمنح شبابنا فرصة أن يقوموا بدورهم في مجال المعارض والمؤتمرات، وأن يكون هذا الدور مثمراً، لأنّ في هذه الأمر ليس توطيناً للوظائف وحسب، إنما هو مشروع يحتاج إلى خبرة ومران وصبر ومعرفة.
فالمؤتمرات والندوات والاحتفالات الموسمية تحتاج بلا شك إلى فعاليات وطاقات وطنية شابة تتحرك في هذه المناسبات، لتكون فرصة لتطوير الأداء، وتقديم جيل جديد قادر على إنجاح هذه التجارب، وجعلها وظائف ثابتة، ومهاماً تنظيمية تتمتع بصفة الديمومة؛ كأن يتم توطين وظائفهم، وجعلها قابلة للتطوير والتحوير والترقية، وأن تخضع لأحكام وقواعد التأمينات والتقاعد.
فقد يلفت انتباهك أن الكثير من المراكز الترفيهية في كل مناسبة تستقطب هؤلاء بشكل واضح، إلا أنه يغيب عنه صفة الديمومة رغم أن هؤلاء قد بدؤوا يدركون حقيقة العمل الجماهيري، وأهمية توظيف الشباب وفتح المجال لهم.
فعلى سبيل المثال مجال السياحة والتراث والآثار والمتاحف، نعتقد أن الفرصة مهيأة جداً لاستقبال الكثير من الشباب من أجل الانخراط في مجال العمل التسويقي والتنظيمي والإرشاد والتفاعل ورسم الخطط والتوجيه، فهذه الأنشطة تحتاج إلى فرق عاملة على مدى عام كامل؛ إذا ما أخذنا بالحسبان أن العمل السياحي ليس آنياً أو وقتياً - كما يعتقد البعض - إنما هو على مدار العام، ويغطي كافة الإجازات والمناسبات.
وكذلك الأنشطة الأخرى في التسويق والتجاري والعمل الخيري والاجتماعي الذي يتطلب مزيداً من العمل والمثابرة، وهذه الأعمال لا تلغي الدور التطوعي، إلا أننا يجب أن لا نخلط بين ضرورة توفير الوظائف لهؤلاء الشباب في هذه المجالات ومن ثم حثهم على التطوع وهذه فكرة مهمة جداً.
فمهمة هذا المنتدى أن يقيم رؤية تكاملية بين العناصر المتدربة والخبرات، وأن يجعل من وظائف المعارض علامة فارقة في توطين آلاف الخريجين والخريجات، ومن ثم الذهاب إلى أعمق من ذلك في تخصصات وإجراء البحوث المتعلقة بالتسويق، والمسوحات القياسات، والدراسات الميدانية التي تحقق أهداف العمل في مجال المعارض والمؤتمرات.