عثمان أبوبكر مالي
تنتهي اليوم الأربعاء فترة التسجيل الصيفية للاعبين المحترفين في الأندية السعودية والتي استمرت شهرين ونصف؛ حيث بدأت في الأول من شهر يوليو الماضي، وبلغ عدد اللاعبين المحليين المنتقلين بين الأندية أكثر من سبعين لاعباً، حسب المعلومات الصحفية (في انتظار الإحصائية الرسمية).
والملاحظ في الانتقالات الصيفية أن الرقم الأكبر فيها كان لأندية الوسط والمؤخرة، حيث تسابقت بشكل كبير لاستقطاب أكبر عدد من اللاعبين، وهناك أكثر من فريق بلغ عدد اللاعبين الذين استقطبهم عشرة لاعبين وأكثر؛ إذ كان السباق في هذا الاتجاه محموماً بين أندية نجران وهجر والرائد والتعاون والفيصلي والخليج والفتح، في حين اكتفت الأندية الكبيرة وفرق المقدمة باستقطابات نوعية محدودة جداً؛ فالهلال اكتفى بلاعب واحد فقط (يونس العليوي) وفي الأهلي ثلاثة لاعبين (فهد حمد وإسلام سراج وعلي الزبيدي)، وثلاثة لاعبين في النصر (نايف هزازي وأحمد عكاش وعبدالرحمن الشمري)، وأربعة لاعبين في الشباب (مشاري الثمالي وإسماعيل مغربي وسلطان الدعيع وساري عمرو) أما الاتحاد فهو فقط من شذَّ عن الأندية الكبيرة واستقطب عشرة لاعبين تقريباً، منافساً فرق الوسط والمؤخرة علي الكم وليس النوعية أو الكيف كما فعل الكبار الآخرون (!!)
والملاحظ أيضاً أن عدداً كبيراً من اللاعبين المنتقلين في الفترة الصيفية هذه خرجوا من قوائم الفرق الكبيرة (فرق المقدمة والمنافسة) إلى فرق المؤخرة والوسط، سواء بالانتقال النهائي بعد الحصول على المخالصة، أو حتى بالإعارات التي ينتهي بعضها هي الأخرى لاحقاً بالانتقال النهائي، بمعنى أن الأندية الكبيرة أصبحت هي المصدر أو هي التي (تفرّخ) للأندية الأقل أو على الأقل تفوّقت عليها في عدد اللاعبين الذين خرجوا منها، وهذه المسألة بدأت من قبل سنوات وازدادت حتى أصبحت ظاهرة واضحة، مما يعني أن النظرية في الاستقطابات انعكست كثيراً، والأمر يحتاج إلى توقف وإلى قراءة من الفنيين واهتمام من المسؤولين في الأندية والأجهزة الرسمية لأهميتها وخطورة انعكاساتها على فرق المقدمة وبالتالي على مستقبل الكرة السعودية، ففي كل العالم التفريخ والتصعيد والاستقطاب للمواهب والعناصر الشابة والأسماء القادمة يأتي من فرق الوسط والأقل إلى الفرق الكبيرة والغنية، وإذا كان ثمة انتقالات عكسية فهي عادة تكون للأسماء الكبيرة واللاعبين الذين تقدموا في السن وشارفوا على المغادرة واعتزال الكرة، أما أن يحدث العكس فالأمر لا يجب أن يمر ببساطة دون محاولة الوقوف عنده ومعرفة الأسباب ومعالجتها، على حد سواء من الأندية والأجهزة الرسمية المسؤولة عن اللعبة وعن الرياضة.
كلام مشفَّر
· أسباب كثيرة تقف ولا شك وراء انقلاب نظرية الاستقطابات في أنديتنا، لعل أهمها انخفاض عدد اللاعبين الموهوبين، بعد انخفاض مساحات ممارسة الكرة في الأحياء والحواري وتوقف الكشافين المخلصين.
· من الأسباب أيضاً فشل الفرق السنية في صقل المواهب وتطويرها نتيجة ضعف، بل انخفاض الاهتمام إلى أدنى مستوى وعدم توفير الإمكانيات المطلوبة سواء ما يتعلّق بالبنية التحتية أو الفنيين المسؤولين ومستوياتهم.
· والأكيد أن أحد أهم وأقوى الأسباب ضعف المسابقات السنية جميعها وقلة الاهتمام بها من جميع النواحي وأيضاً الطرق أو الأنظمة التي تُقام بها هذه المسابقات واستمرار تغيّرها وانعدام الحوافز فيها.
· رغم أن فترة التسجيل الصيفية التي تنتهي اليوم استمرت شهرين ونصف بالتمام والكمال؛ إلا أن بعض أنديتنا كالعادة لم تقفل ملف العقود وانتقالات اللاعبين المحترفين وستستمر حتى الساعة الأخيرة في الموعد كالمعتاد!
· ويحدث ذلك أكثر من أندية تجدها وبعض منظريها يتحدثون عن التطور وعن الاستقرار وعن الاحترافية وعن الحكمة والعقلية الكبيرة التي تدير الأمور، مع أنها في الحقيقة في واد وكل ذلك في واد آخر.
· الاتحاد هو الفريق الكبير الوحيد الذي نافس فرق المؤخرة والوسط في استقطابات الصيف عددياً، والمتابع يلمس أن تلك الاستقطابات لم تحدث في الفريق حتى الآن سوى (زحمة) في التمارين اليومية.
· ولا يبدو أنها ستفيد الفريق باستثناء لاعبين أو ثلاثة وأربعة على الأكثر فقميص النادي يبدو أنه (فضفاض) جداً على أغلبهم، وكان المتوقع في البداية أنها (رهبة) النادي الكبير، لكن ذلك طال واستمر حتى بعد معسكرين متباعدين ويبدو أنه القرار الأخير.
· في رأي فنيين من أبناء النادي وكثير من الاتحاديين هناك لاعبون تم التفريط فيهم من أبناء النادي وهم أكثر جاهزية وأظهر موهبة من بعض الذين تم إحضارهم ولعل وراء ذلك (سر) تكشفه الأيام.
· كما أن عدم تمديد أو تجديد عقود بعض لاعبي الفريق الشباب الذين دخلوا الفترة الحرة مثل أحمد عسيري أو الذين شارفوا دخول الأشهر الستة مثل جمال باجندوح وراءه (سر) آخر حتماً ستكشفه الأيام!!