سعد الدوسري
مهما قيل من ثناء في سرعة وصول لجنة التقصي في حادث سقوط الرافعة بالحرم المكي إلى نتائجها، فإنه سيظل أقل مما تستحقه.
هذه اللجنة تستحق أن نقيم لها معلماً تذكارياً في أحد شوارع جدة، المقر الرئيس للشركة المسؤولة عن تشغيل الرافعة، وأن نكتب أسفله:
«تخليداً للجنة التاريخية التي استطاعت أن تقول الحقيقة في وقت وجيز، لم يسبقها أحد إليه».
إنها تستحق أن نصنع من هذا المعلم التذكاري مجسماتٍ صغيرة، نشترط على كل وزير ومسؤول ومقاول حكومي، أن يضعوها على مكاتبهم.
إنها تستحق أن نعيد نشر تفاصيلها في الصفحة الأولى من صحفنا، مرة كل شهر على الأقل. وأن نتناولها في البرامج الحوارية، بين كل فترة وأخرى.
كم من لجنة تمَّ تشكيلها منذ القدم، ولم نر من نتائجها شيئاً؛ كَبُرَ الأبناءُ، وانتقل الآباء إلى رحمة الله، ولا يزال أعضاء اللجنة أو خلفاؤهم يجتمعون ليأجلوا أو ليتحفظوا أو ليطلبوا مزيداً من الوثائق التي تُحفظ في الأدراج.
وكم من لجنة، تم تشكيلها، لتدافع في النهاية عن مسؤولين متنفذين أو عن رجال أعمال متسيدين، ثم لا تظهر الحقيقة، ويضيع حق أصحاب الحق من المساكين.
ربَّ لجنةٍ نافعة. هذا هو العنوان الأمثل لدرس ظهور النتائج الرسمية لتحقيقات لجنة حادثة الحرم، وصدور العقوبات الصارمة، بعد مرور حوالي أربعة أيام، فشكراً لملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز.