ناهد باشطح
فاصلة:
(ليكن هناك نور)
«سالزبورجر» مؤسس «الواشنطن بوست»..
لم يعد المواطن بحاجة إلى الصحفي الذي يوصل صوته للمسؤولين ولا حتى المساحة التي تمنحها له الجريدة، ولم تعد الصحف تحبط الصحفي حين يأت بقضية ما بانها ستاخذ من مساحة الإعلان وعليه ان يختصر قصته الصحفية.
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى صحف مجانية يكتب فيها المواطن مشاكله بل ويرفقها بتصوير للحدث أيضاً ليس كما تنقله الصحف أي صورة فوتغرافية وانما مقطع تسجيل بالصوت والصورة للحدث.
هذه التطورات لا يجب أن تجعلنا نفكر بانتهاء عصر الصحافة الورقية ولكن بتغيير إستراتيجيات الصحف التحريرية والفنية والإدارية فالأخبار لا يكتبها الصحافيون وحدهم بل تمر عملية نشرها بعدة مراحل الذي يحدث الآن هو تطور مذهل في أدوات بناء الاخبار ونشرها وبالتالي يتطلب تطوير أدوات الصحافيين ومهاراتهم، ليس الصحافيين فقط بل وحتى الأقسام الفنية والإدارية في المؤسسات الصحفية. لم يعد لداعمي الصحافة التقليدية مكان في زمن ضجت به وسائل التكنولوجيا.
آخر ما قرأت خبراً في جريدة الرياض العدد 17 سبتمبر عن متابعة سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن مع الجهات الأمنية الأردنية للتحقيقات مع سائق تاكسي في الأردن قام بالتهجم لفظياً على مواطنة سعودية تستقل تاكسي أخرى والإساءة لها دون أن ترد المواطنة عليه.
السفارة السعودية رصدت مقطع الفيديو والجهات الأمنية الأردنية قبضت على سائق التاكسي، المغردون في تويتر قاموا بدور الصحافي الذي ينظم حملة، حيث تناقلوا مقطع الفيديو الذي صورة السائق متحدياً فيه أن تعاقبه أي جهة مما جعل السلطات الأردنية تتحرك وتطلب من المرأة السعودية التواصل معها بشأن الحادثة.
هذه الحادثة قبل سنوات كانت ستمر مرور الكرام دون أن تلفت نظر الجمهور.
أما اليوم فاهتمامات الجمهور تغيرت وبالتالي تغيرت نوعية الأخبار التي أصبحت تنشر دون أجندة المؤسسات الصحفية حتى نوعية تقييم المصادر الصحافية فيم يبدو اختلفت ولا عزاء للصحافيين.