سعد بن عبدالقادر القويعي
عودة - الرئيس اليمني - عبدربه منصور هادي إلى مدينة عدن - العاصمة المؤقتة للبلاد -، تنطوي على دلالات سياسية بالغة الأهمية، بالنسبة إلى معطيات الحرب الراهنة في اليمن. فهي دليل على أن ورقة الشرعية بيد الرئيس اليمني المنتخب، وأن الشرعية قد عادت إلى اليمن، وأنها المسؤولة - بالتالي - عن إدارة شؤون البلاد العسكرية، والسياسية، والإغاثية، وإعادة الإعمار الأمر الذي يدل دلالة واضحة على اكتمال عودة أطراف الشرعية اليمنية إلى الداخل اليمني المحرر من سطوة الحوثيين، وحلفائهم، وأن الأوضاع العامة في مدينة عدن، وما حولها أصبحت أكثر أمنا، واستقرارا - منذ تحريرها -، بل وقاعدة تنطلق منها الأعمال الحكومية.
نتائج المرحلة كان نتيجة استشعار دول مجلس التعاون الخليجي المسؤولية الجسيمة تجاه المحافظة على الدولة اليمنية، وضرورة مساعدة الشعب اليمني الشقيق في ظل هذه الظروف الملتهبة، فقامت بتطويق منافذ الحوثي، من خلال فتح عدد من الجبهات، والتي أُطلقت من أجلها عمليات عسكرية، ضمن تحالف ضمّ أكثر من 12 دولة، عملت في مجالات عسكرية، وسياسية.
تبدو الساحة اليمنية أمام منعطفات عديدة - حربية وسياسية - متلازمة، حيث تعتبر هذه العودة للرئيس اليمني خطوة في المسار الصحيح، إذ تعكس نصرا سياسيا لقوات التحالف التي نجحت في تحرير عدن، وحزامها الأمني. كما أنها تؤكد صحة انتصارات المقاومة، ومن ثم تحول جيش المقاومة من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم باتجاه محافظات أخرى، والعمل على كسر سطوة تحالف أنصار الله، وجيش - الرئيس المخلوع - علي عبدالله صالح في صنعاء ؛ من أجل شلّ العمليات العسكرية للمليشيات في العاصمة قبل الدخول بأي تفاوض، أو معركة عسكرية في حال وصلت الأمور إليها، وذلك بتنفيذ جماعة الحوثيين القرار 2216، وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها إلى السلطة الشرعية.
العديد من المعطيات السياسية، والميدانية تشير إلى أن قيادة التحالف، والشرعية إلى جانب مساعيها؛ لسرعة الحسم العسكري في صنعاء، ومحيطها، فإنها تعطي - أيضاً - أولوية لإعادة تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وتريد أن تنعكس الانتصارات المتلاحقة على الأرض، من خلال تواجد الحكومة، والإسراع في حلّ المشكلات التي تؤثر على تأخير تطبيع الأوضاع، ومن ذلك: ترتيب البيت الداخلي للمؤسسات الحكومية، وإيصال المساعدات، وفتح المرافق المهمة - بما فيها الاقتصادية -، وإعادة النشاط إليها، بعد أن تتعامل مع الملف الأمني، بدءاً بعدن، ومحيطها، وصولاً إلى المناطق الأخرى، - فضلاً - عن الإسراع في عملية الإغاثة الإنسانية للمناطق التي لم تصلها.