رقية الهويريني
رغم التحديات والصعوبات التي تواجه المسؤولين عن الحج لاسيما في ظل حجم المشروعات الجبّارة التي تنفذها الحكومة حالياً في مكة والمشاعر المقدسة، إلا أن الجهود المبذولة في سبيل راحة الحجاج واضحة للعيان ويشهد لها المنصفون.
ومن منّ الله عليه بالحج هذا العام1436هـ لمس تلك الخدمات التي تُقدَّم لحجاج بيت الله وأدرك مدى الجهود المباركة، وبالذات في مشعر منى الذي يشهد حركة انسيابية للحجاج بعد المشاريع الكبرى التي نفذتها الحكومة حفظها الله.
ولعل الجميع رأى حرص المسؤولين على راحة الحجاج من خلال الخدمات المقدَّمة لهم، وشاهد ما تنقله وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من صور جميلة عن السعوديين وما يتحلّون به من قيم وأخلاق رفيعة لاسيما مقدمي الخدمة من مدنيين وعسكريين ومتطوعين، ومحافظتهم على شرف المهنة وقدسية المكان والزمان وما اختص الله سبحانه وتعالى به بلادنا دون غيرها لخدمة ضيوفه.
وبحكم التجربة الطويلة للمملكة في هذا المجال؛ فإنه قد لا يمكن لأية دولة أن تقدّم خدمة أفضل أو إدارة أحسن لتجمّع من البشر بهذه الكثافة في مكان محدود وزمن محدد بمثل ما تقوم به بلادنا، إلا أن المؤسف هو جهل كثيرٍ من الحجاج وعدم التزامهم بتعليمات جدول التفويج لجسر الجمرات وتقصير بعض منظمي ومسؤولي الحملات عن توجيههم مما يؤدي إلى وقوع كوارث موجعة وحوادث أليمة مثلما حصل من تدافع في مشعر منى وأدى إلى وفيات بالمئات فضلاً عن إصابات متفرِّقة. والحق أن الأخطاء البشرية من الحجاج وعدم التزامهم بالنظام لهو أمر يصعب السيطرة عليه تماماً مثل تهور بعض سائقي المركبات وما ينتج عنها من حوادث قاتلة.
المفاجئ في الأمر أن حادثة التدافع تلك، أظهرت مكنونات الأنفس الخبيثة باتهامات الحاقدين الموسومة بالتأويلات المغرضة لتشويه وتقليل دور المملكة في خدمة الحرمين وضيوفه وضيوف الرحمن، ومهما بلغت الاتهامات فإنها لن تعمي عينَ عاقل ولن تصم أذنَ حصيف عن الجهود المبذولة للحجاج، وأرجو ألا نلقي لها بالاً فهي لا تستحق مطلقاً الرد عليها.
أسأل الله أن يرحم الموتى ويبعثهم ملبين، ويجبر مصاب أهلهم، وأن يشفي المرضى ويعيدهم سالمين.
يا رب حجاجاً لبيتك أقبلوا
واليوم ماتوا والزحام شديد
يا رب فارحمهم، تقبل حجهم
واجعل لهم قصراً لديك مشيد