عروبة المنيف
نشرت صحيفة الـ«huffpost» الأمريكية منذ عدة أيام مقالاً لأحد الكتاب المرشحين للعمل في قسم القانون في جامعة ييل الأمريكية بعنوان «الوهابية - السعودية وهديتهم إلى جامعة ييل»، «للأسف للكاتب اسم عربي - عمر عزيز» يتهكم الكاتب في المقال وبشكل فظ وقاس على حكومة المملكة
واصفاً إياها بأقبح الصفات ومكيلاً عليها أقذع الشتائم، فقد اتهمها بأنها ليست دولة بقدر ما هي إمبراطورية مالية دينية لديها الملايين من المخالب السامة التي استخدمتها لتحصيل ثروة مكتسبة من أموال الزيت القذر المتواجد تحت ترابها وإنها صنعت شرعيتها من خلال صفقات سياسية تمت بالتواطؤ مع ديانة شمولية تدعى الوهابية.
هذه الشتائم هي غيض من فيض لما يحمله الكاتب من حقد وغل دفين على المملكة وكأن السعودية قد ارتكبت جريمة كبرى في حقه، لنكتشف بأن سبب هذا السيل الجارف من الشتائم ما هو إلا بسبب تبرع أحد رجال الأعمال السعوديين «المدير التنفيذي لمجموعة دلة البركة - عبدالله كامل» بمبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي لقسم الحقوق في جامعة ييل وذلك بهدف تأسيس مركز للقانون الإسلامي والمدني فيها في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر.
لم يتوقف الكاتب للأسف عند حد قذف الشتائم بل زاد الكيل بالتشكيك في مصدر التمويل متهماً «مجموعة دلة البركة» بالضلوع في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، مطالباً برد هدية السيد كامل وبمنع السعودية من تمويل أي برنامج في العالم سواء كان في أمريكا أو غيرها لأن أموالها «حسب قوله» ملطخة بالدماء والنفط!، ما ينطبق على هذا الموقف القول الشائع «خيراً تعمل شراً تلقى».
على الرغم من الأموال السخية التي حقنت في شرايين وأوردة جامعات ومراكز بحثية أجنبية إلا أن جميع تلك الأموال لم تستطع أن تترافع بشكل منصف عن الإسلام ولم تستطع إزاحة التهم الموجهة إليه من عنف وإرهاب.
لنعترف بالحقيقة المرة وهي أن لا الجهات المحلية ولا الدول الأجنبية المتلقية للتبرعات والهبات، إلى الآن على أقل تقدير، لم تستطع أن تحسن الصورة الذهنية السلبية عن الإسلام في العالم، لا بل ازداد الوضع سوءاً إلى الدرجة التي أصبحنا بها نرتاب ونخاف على حياتنا في الخارج عندما نجاهر بانتمائنا للإسلام نتيجة ما ألبسه بعض معتنقيه من قبح التصرفات.