فهد بن جليد
هل تعلم أن بإمكانك اقتراح يوم (عالمي) لأي قضية تهتم بها شخصياً؟ ومن ثم يُصبح (يوماً عالمياً) يتذكره العرب والعجم؟ المسألة أسهل مما نتصور!
الأمم المُتحدة، ترحب بأي موضوع يهم شريحة من الناس، ويتم تحديد يوم مُناسب له من قبل المُهتمين، ليُصبح يوماً عالمياً، يتضامن معك فيه (ملايين البشر) حول العالم، حتى لو كان أصل مُشكلتك محلية أو شخصية، فحتماً ستجد من يتعاطف معك، ومن يؤيّدك، ومن يُناصرك، المسألة لم تعد مُقتصرة على مواضيع مثل (السرطان)، و(السكري)، أو يوم تذكر (اليتيم العالمي) أو يوم (المرأة).. إلخ - لا - بإمكانك اقتراح اليوم العالمي (للمدير)، أو اليوم العالمي (لنقل المعلمات)، أو اليوم العالمي (لمقاطعة الكهرباء) بسبب ارتفاع التكلفة، وانتظر مسيرات الغرب، وتعاطف العرب مع هذه (المناسبة) في السنة المُقبلة؟!
أنا هنا لا أتهكم، فالمسألة حقيقة، والضعف من العرب الذين لم يُحددوا أيام تخصهم، ويتذكّرهم بها العالم، لك أن تتخيّل أن أحد الخواجات، شعر يوم (التاسع من فبراير) بألم في أضراسه، فتقدم بمُقترح ليتم تذكّر هذا اليوم في كل عام، ودعوة العالم للتخفيف من (ألم الأضراس) فيه، والتعاطف مع من يشعرون بهذه الآلام، بل إن أحد الموظفين شعر بالإرهاق في العمل يوم (الثامن من يونيو) وكان مع زميله (فقاعات صابون) فبدأ الاثنان في التخفيف من ضغط العمل، عبر اللعب (بالفقاعات) ليُصبح هذا التاريخ يوماً عالمياً للتخلص من ضغوط العمل (بابل باث) عبر الاستحمام في العمل، وملاحقة (فُقاعات الصابون)!
الغرب فرض أيام جديدة علينا، مثل يوم (الكسل العالمي)، أو يوم (الراحة من العمل)، أو يوم (النوم العالمي) وأعتقد أن هذا المفهوم غير موجود في (قضايا العرب) الهامة، لذا أتمنى أن يلتفت شبابنا لبعض قضاياهم، أو بعض النجاحات التي حققوها، ويحددوا لها (يوماً عالمياً) برعاية الأمم المُتحدة لتتذكره كل الشعوب في كل عام، مثلما نتذكر نحن قضايا الغرب؟!
اللافت أن العرب - حماهم الله - طوال تاريخهم لا يكفيهم (يوم واحد)، لذا كانوا هم أول من اقترح فكرة (الأسبوع)، مثل أسبوع المرور، وأسبوع الشجرة... إلخ، وفي نهاية المطاف، ضاع الأسبوع، ونسينا اليوم؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.