صيغة الشمري
ليس هناك لغز محير وغامض ومستعص على الفهم مثل لغز قدرة مجرمي داعش على التغرير بالمراهقين وإقناعهم بالقيام بأعمال وحشية تخرج عن الوصف البشري أو الإنساني في مثال حي لتحول الإنسان الحامل لعقله إلى حيوان مفترس خال من العقل أو أي إحساس آخر وكأنه تحت تأثير مخدّر قوي جداً أو تحت تهديد رهيب لا يستطيع الفكاك منه إلا بتنفيذ ما يُطلب منه دون نقاش أو تفكير،
ليس من المستحيل على كبار المتخصصين بمكافحة الإرهاب فك شفرة هذا اللغز المعقد والخفي، هناك أكثر من مؤشرات ومحاور للبحث في هذا المجال لوضع خطة أمنية واجتماعية لقطع الطريق على داعش وحماية أبنائنا المراهقين من الانجراف خلف الحيل الداعشية الماكرة والخبيثة التي لا تختار سوى القاصية من القطيع، لا بد من سرعة تأسيس مركز أبحاث متخصص مهمته الرئيسية قطع الطريق على داعش وهو يختلف في مهامه عن المناصحة، مع أمنيتي بتأجيل المناصحة التي لا يكون مفعولها كبيراً مع أناس أصبحوا يحاربوننا علناً، نعم، نحن في حرب معلنة مع أتباع الفكر الضال ولا جدوى لمناصحتهم تحت أصوات دوّي رصاص الحرب، لا مجال للوثوق بهم أو الركون لعهودهم أو مواثيقهم فهم مخاتلون بلا ذمة أو ضمير، هناك خيوط بحثية أو دلائل أو محاور يمكن العمل عليها والاستفادة منها في بتر سيقان الدعاية الداعشية لكي لا تصل إلى عقول المراهقين فتدمرهم، أول هذه المحاور أن داعش لا تجند أو تغرّر إلا بالمراهقين أصحاب الأعمار الصغيرة ولم تستطع حتى هذه اللحظة تجنيد شخص كبير السن أو موظف ذي مكانة مرموقة، كل من جندتهم داعش مراهقون ومستوياتهم المعيشية ليست عالية، ثاني هذه المحاور وهو الأهم - من وجهة نظري - هو وسيلة التغرير، وهي محصورة في شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الداعشية التي حسب ما قيل لي أنها مصممة بطرق احترافية عالية تكاد تشك معها أن خلفها دولاً وليست دولة واحدة لتوفر الأموال الباهظة والتكنولوجيا العالية والأجهزة المتطورة، إن كان المجرم الداعشي الذي قتل ابن عمه كان قد غرّد بفتوى يستفسر خلالها عن مشروعية القتل باستخدام سلاح الغير، إن كانت هذه التغريدة موجودة فهي تدل على أننا بحاجة ماسة لتأسيس جيش إليكتروني سعودي يحمي عقول أبنائنا المراهقين من الغزو الفكري الداعشي!