ناصر الصِرامي
لا جديد في الهجوم الإيراني على السعودية في أعقاب حادثة التدافع بمنى، ورغم أن المصاب كبير، والحادثة مؤلمة بحق، إلا أن التسارع الإيراني لتحويل الحادثة واستخدامها سياسياً للنيل من السعودية يعتبر سلوكاً معتاداً من طهران..
الناشط السياسي والأكاديمي الإيراني البارز صادق زيبا كلام، انتقد مواقف البعض في إيران وخارجها تجاه حادث التدافع في منى، متهماً البعض بمحاولة تفريغ حقده العنصري على العرب والإسلام، معتبراً تصريحات المسؤولين الإيرانيين ناتجة عن خلافاتهم مع الرياض حول اليمن وسوريا ومناطق أخرى، وهي لا علاقة لها بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى الحادث المؤلم بل لتسييسه.
وقال زيبا كلام، والذي يعمل حاليا أستاذاً متفرغا في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة طهران والجامعة الحرة المعروف بمواقفه في رفض معاداة العرب المتأصلة في الثقافة السياسية الإيرانية «خلافاً لسائر المسلمين ،نحن -الايرانيين- الوحيدون الذين كانت ردودنا تجاه تحديد المسؤول عن مأساة منى جاهزة مسبقا»..!
وأضاف «جانب من الردود تمثل في التفريغ عن مشاعر وعصبية عنصرية معادية للعرب، يحملها الكثير من الإيرانيين، حيث أعطاهم حادث منى ذريعة تلائم الكثير من الإيرانيين ليصبوا غضبهم على العرب».
وسلط الضوء على مواقف المسؤولين الرسميين قائلا: «من خلال نظرة إجمالية نرى أن حقد وضغينة (السلطة) لم يكن أقل حدة من بعض الناس العاديين، فحاول هؤلاء توصيف حادث منى بالفاجعة وإلقاء اللوم على السلطات السعودية».
وأرجع صادق زيبا هذه المواقف الغريبة من إيران لمواقف الرياض الرافضة لتدخل إيران في القضايا العربية خاصة في اليمن وسوريا، مضيفا «البعض لا يزال يحمل أحقاد هزيمة (إيران) من العرب قبل 1400 عام، ويحاول بأي ذريعة استعراض مشاعره المعادية للعرب، والبعض الآخر وجد فرصة لتفريغ حقده على الإسلام ولا يهمه ما جرى في منى، بينما الكل كان واثقا مسبقاً تجاه أسباب الحادث».
الجانب الآخر السياسي، هو نقل الرئيس الإيراني لحادثة منى إلى منصة الأمم المتحدة!، وهي إشارة واضحة للنوايا الإيرانية التى تسعى لتدويل حادث حصل في المشاعر المقدسة، فالرئيس الإيراني حسن روحاني دعا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى فتح تحقيق حول هذا التدافع المأساوي، الذي وقع في منى!. ونسي عن عمد، أن هذا ما تقوم به السعودية من خلال 6 فرق للتحقيق.
وزير الخارجية عادل الجبير رد من نيويورك: «أعتقد أنه أفضل للإيرانيين أن لا يستغلوا سياسياً مأساة طالت أناسا كانوا يقومون بالشعائر الدينية المقدسة».
وأضاف الجبير: «نحن لا نخفي شيئاً. إذا كانت هناك أخطاء قد ارتكبت، فإن الذين ارتكبوها سوف يحاسبون».
وقال إن الوقت ليس مناسباً «لاستغلال الوضع سياسياً ،آمل أن يكون القادة الإيرانيون أكثر تعقلاً حيال الذين قضوا في هذه المأساة، وأن ينتظروا نتائج التحقيق»..
لكن إيران لا يهمها نتائج تحقيق، أو حتى مصلحة الحج، بل هو الهجوم على السعودية أولا ..السعودية التى يقول عنها الأكاديمي الإيراني أنها تواجه إيران في أكثر من منطقة نزاع في الدول العربية، فأبعد انتصارها في اليمن وأفشل المشروع الإيراني، والبدء في محاصرتها في سوريا ولبنان.. فلم تجد طهران شيئاً تواجه به السعودية إلا استغلالا رخيصا وسياسيا لحادثة ألمت بالمسلمين في العالم، ووضعت السعودية كل الإمكانات لتخفيفها، ومن ثم الكشف عن ملابساتها، التى لن يكون غريباً أن يكون جزءاً من النظام الإيراني طرفاً فيها وجزءاً منها..!