فهد بن جليد
هل يُمكننا وصف ردود الفعل (الإيرانية الحاقدة) ضد المملكة بعد حادثة مِنى (بالنفاق السياسي)؟!
بكل تأكيد أن (النفاق الإيراني)، والمُزايدة على دور السعودية وقيادتها في خدمة الحرمين الشريفين ليست وليدة هذه الحادثة، فالمُتتبع لمواقف وتصريحات المسؤولين الإيرانيين يكتشف كمية الحقد والحسد التي تضمره هذه القيادات الفاشلة أصلاً في خدمة (المواطن الإيراني) المغلوب على أمره، وحل مشاكله الداخلية، للتغيير من حياته نحو الأفضل!
إيران متورطة دولياً، ومُتهمة بالتدخل الفج والسافر في قضايا الأمة العربية، والإسلامية، كما يحدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها، وما تقوم به هو مُجرد محاولات مكشوفة (لذر الرماد) في العيون، لتغطية (خيباتها المُتتالية) في مواسم الحج، وهي التي سعت عبر تاريخها الطويل، وسلوكها المشين، في حياكة الخطط، وافتعال المشاكل بين الحجاج، لزعزعة الأمن, وإثارة الفتن، وبث الرعب بين صفوف حجاج بيت الله الحرام، وتحويل هذه الشعيرة والعبادة إلى (منبر سياسي) يخدم قضايا وأحلام (المعممين)، وهي المحاولات البائسة التي نجح الأمن السعودي في صدها، والحد من تأثيرها، والحفاظ على الحج كشعيرة إسلامية سامية، بالبعد به عن المُزايدات السياسية!
التاريخ يحفظ لإيران (سجلاً أسود) عبر محاولاتها المُتكررة في تعكير صفو الحج، وهو التاريخ الذي لا يجب أن ننساه، ويجب أن تعلمه (الأجيال الشابة) عندما تقرأ وتتابع مثل هذه التصريحات غير المسؤولة، فإيران حاولت عام 1402هـ إثارة الفوضى في المسجد النبوي الشريف، ودفعت بأعداد كبيرة من حجاجها المُغرّر بهم لرفع صور (الخميني) والهتاف بشعارات بعيدة عن الحج، ولكن الأمن السعودي تعامل مع الموقف بحكمة، وحافظ على هدوء الزوار، وفي الأعوام التي تلت ذلك، صرحت وزارة الداخلية أكثر من مرة عن ضبط منشورات، وأسلحة في أمتعة الحجاج القادمين من إيران، مما يؤكّد أنهم لم يأتوا للحج!
وفي موسم حج عام 1407 هـ انكشف (القناع الإيراني) بالأعمال الغوغائية، والتخريبية، والفوضوية، حيث سقط مئات الشهداء في تلك السنة من رجال الأمن، والمواطنين السعوديين، والحجاج القادمين لأداء الشعيرة، بسبب تلك الأحداث المؤسفة التي يمكن الرجوع لتفاصيلها كاملة - فالسجل الأسود محفوظ - والموقف السعودي المُتعقل والمُتزن يعلمه الجميع، عندما تحلت المملكة بكل أنواع الصبر والحكمة، في محاولة لمنع (شق الصف) الإسلامي، والحفاظ على سلامة المشاعر المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن، وانصرفت لخدمة الحرمين الشريفين، وتوسعتهما، بشهادة وإعجاب مُختلف دول العالم المُنصفة والمحبة للسلام!
لو أردنا تتبع وحصر المواقف الإيرانية المُعادية للعرب والمسلمين فسنجد تاريخاً مليئاً بالمؤامرات والدسائس!
كل عاقل ومُدرك في العالم، يعلم أن إيران تُمارس أعلى (درجات النفاق) فهي إن حدثت كذبت، وإن وعدت أخلفت، وإن اؤتمنت خانت!
وعلى دروب الخير نلتقي.