سعد بن عبدالقادر القويعي
عندما تضع المملكة كافة إمكانياتها في خدمة الحجاج، وذلك من خلال جاهزيتها الكاملة لكل ما هو إداري، وأمني، وصحي، والعمل - أيضاً - على إيجاد حالة من التكامل بين مختلف المؤسسات، والقطاعات ؛ فتسخر لأجله كل الإمكانات، وتذلل كل العقبات ؛ من أجل ضمان نجاح موسم الحج، وسلامة ضيوف الرحمن، بحيث يكفل ذلك حجاً أكثر سلامة، واطمئناناً، وأماناً، فمعنى ذلك أنك ستشهد حجا أكثر تطوراً، وتقدماً، وبعداً عن كل المزايدات السياسية، التي تجعل من الحج مكانا لترويج الشعارات، ورفع الهتافات، وهي في - نهاية المطاف - لا تخدم الإسلام، ولا المسلمين.
تتجلى في كل عام منظومة الخدمات التي تقدمها الدولة السعودية بكل أنواعها - الأمنية والصحية -، - إضافة - إلى وسائل المواصلات الحديثة، كقطار المشاعر، والطرق السريعة التي تربط المشاعر بعضها ببعض، - وكذلك - المشاريع التاريخية الهائلة، التي أسهمت في تسهيل أداء الحجاج لهذه الشعيرة، كتوسعة المسعى، وتوسعة الحرم المكي، والمسجد النبوي، وتعدد أدوار رمي الجمرات في منى، وغيرها من المشاريع الجبارة التي نفذتها الدولة السعودية.
أهم نقطة في هذا السياق، تتمثل في أن أمن الحجاج من أولويات مسئولي الدولة، ومن أوجب الواجبات. قلّ أن يتكرر له مثيل في خصوصية - الحدث والمكان -، وفي توقيت تنقلات الحشود بين المشاعر - في وقت واحد - بهذه الانسيابية ؛ ولأن من الخطأ تسييس الحج، أو أن يكون مثقلاً بتبعات الانتماء لبلد معين، أو حزب، أو طائفة، أو جماعة، فإن العمل على نهج سياسة خلط الأوراق، واللعب على التناقضات، التي تؤدي إلى حدوث انشقاقات، وتصدعات، إن لم تكن مواجهات في الصف - العربي والإسلامي -، يعتبر محاولة لإشعال الفتنة، وإلهاء الحجاج عن مقصد الفريضة، كما أنه يحمل في طياته فتنا كبيرة.
رسالة واضحة المعاني، والدلالات، بأن: «أمن الحج» خط أحمر، لا يقبل المزايدات، أو العبث من كائن من كان، قابلتها - مع الأسف - رسالة رخيصة من ملالي إيران، حين فتحوا الباب على مصراعيه لوسائل إعلامها - المقروءة والمسموعة والمرئية -، وشن هجوم شرس على السعودية ؛ بهدف النيل من قادتها، في محاولة لتسييس حادث التدافع، والمتاجرة بدماء شهداء الحادث؛ بغرض تحقيق أهداف سياسية، هدفها النيل من السعودية، وإهانة رموزها، وقادتها، بعد أن أصبح افتعال الأزمات، وصناعة الفتن منهجا ثابتاً لديهم، وعلامة مسجلة لتصرفاتهم الحمقاء.
الأساس الشرعي الذي قال به علماء الأمة، هو الأساس الذي تستند إليه الأنظمة في المملكة، والتي ترفض أن يكون الحج وسيلة، أو ظرفا يستغله البعض لأهداف خاصة تثير الأحقاد، وتوغر الصدور، وتفقد الحاج الأمن، والسكينة المعينة على أداء نسك الحج على الوجه الشرعي؛ انطلاقاً من أن تسييس الحج أمر محرم شرعاً، ومخالف للأنظمة المعمول بها في المملكة، لأنه يؤدي إلى الفتن، وشق الصف، ووسيلة إلى الإفساد المنهي عنه شرعاً.