محمد الشهري
تحدث المختصون بالأمور الفنية عن لقاء الذهاب الآسيوي الذي جمع الهلال بشقيقه الأهلي الإماراتي يوم الثلاثاء الماضي فأسهبوا واستفاضوا، كما تحدث خبراء القانون الكروي (التحكيم) عما حفل به ذات اللقاء من خروقات، فأبانوا وفصّلوا.. أما نحن معشر الكتاب والمتابعين فليس لنا الاّ الحديث عما سوى ذلك من أمور يعتبر الحديث عنها أقرب إلى وجهات النظر والرؤى، وإن كان من الصعب جداً تجاوز الحديث عن (مهازل) التحكيم الآسيوي بحق الهلال تحديداً، لكون هذه المعضلة باتت من الحتميات التي لا بد للهلال من أن يعايشها في كل لقاء يخوضه أياً كانت هوية الطرف المنافس، شرق آسيوي، غرب آسيوي، استرالي.. ذلك أنه لم يعد بعد (فضيحة) توجيه لقب الموسم الماضي عنوة بواسطة (نيشيمورا) ما يمكن أن يُبكى أو يؤسف عليه على طريقة (ليس بعد الكفر ذنب)!!.
المؤسف أن الهلاليين أنفسهم لا يتورعون عن مساعدة المتربصين بهم رغم انكشاف النوايا، وذلك من خلال منحهم بعض الأسباب التافهة التي يتخذون منها مطايا وذرائع للإضرار بالفريق، وأعني تصرفات بعض النجوم، وعدم قدرة من يعنيهم الأمر على الحدّ من تلك التصرفات التي تعود على الفريق بالأضرار الجسيمة؟!.
في العدد الصادر يوم السادس من ذي الحجة، وعبر هذه المساحة، طالبت من يعنيهم أمر الفريق بضرورة التنبيه المشدّد على نجوم الفريق من مغبّة الوقوع في شَرَك الانفعالات، وبخاصة تلك التي تأتي تجاوباً مع الاستفزازات المقصود منها إيقاعهم في الفخ، على اعتبار أن كل العيون (مفنجلة) عليهم وحدهم دون سواهم، سواء آسيوياً أو محلياً ولا حاجة بنا إلى سرد الأمثلة، فماذا حدث؟.
لم يكد يجف مداد ذلك التحذير (الأمين) حتى رأينا (ديجاو) يرتكب حماقة غير مبررة على هامش لقاء الفريق بالرائد محلياً، كلفت الفريق تبعات إيقافه لمباراتين محليتين، تزامناً مع إيقافه لذات المدة آسيوياً في هذا المنعطف الصعب والحاسم من المشوار الآسيوي.. ثم لم يلبث قائد الفريق حتى تحصّل على البطاقة الصفراء المجانية الثانية آسيوياً، ليزيد بذلك من بلل طينة ديجاو، وبذلك يساهم دون أن يدرك، في زيادة أعباء لقاء الرد الحاسم المرتقب، ويقلل من وفرة خيارات المدير الفني، ومن عوامل وأدوات فرض أسلوبه على المنافس!.
قد أجد (للفرج) بعض العذر بالنظر لتعدد المهمات الموكلة إليه في تلك المباراة، كقائد للفريق، فضلاً عن وضعه وحيداً في مركز المحور الذي يتطلب غالباً وضع أكثر من لاعب لملئه، مما شكّل عبئاً نفسياً وبدنياً عليه.. ولكنني لا أجد له كل العذر في نيل تلك البطاقة التي كان بإمكانه تلافي الحصول عليها حتى لا يخسره الفريق في لقاء الإياب!.
عموماً: ورغم ما يكتنف مباراة الإياب المرتقبة من الصعوبة بالنسبة للزعيم، إلاّ أن مهمة تجاوزها وبالتالي التأهل ليست مستحيلة ولكن بشروط لا تخفى على فطنة أي متابع، وهي:
أن يحضر الهلال الذي نعرفه، وتعرفه آسيا قاطبة.
أن يحضر نجومه الذين نعرفهم متسلحين بقدراتهم وروحهم التي نعرفها.
أن يستشعر كل من قصّر خلال اللقاء الماضي حجم تقصيره، وحجم مسؤوليته، إدارياً، فنياً، عناصرياً.
أن يتخلّى (دونيس) عن بعض قناعاته.
كلمة أخيرة أقولها لجماهير الزعيم الوفية: بيض الله وجوهكم.