عبدالحفيظ الشمري
وافقت وزارة الشؤون الاجتماعية قبل أسابيع على قيام «جمعية الرياضيين القدامى»، فكان تدشين هذه الجمعية، والسعي إلى تفعيل دورها، وتطوير منهجها خطوة جيدة، تعكس أهمية قيام مثل هذه المشاريع الإنسانية والتضامنية التي تُراعي حقوق الرياضيين السابقين الذين خدموا المجتمع وبلادهم، وبذلوا جهوداً مضنية لتأسيس المشروع الرياضي في بلادنا على مدى العقود الخمسة الماضية، فلا بد أن تنجح هذه الفكرة وتحقق أهدافها خدمة لهؤلاء الرائعين.
فـ»جمعية الرياضيين القدامي» خطوة في الاتجاه الصحيح؛ ولا سيما أن هؤلاء الرياضيين السابقين يستحقون أكثر من هذه الجمعية وغيرها، فقد كانوا في ظروف صعبة، وحياة مكافحة.. ومع ذلك خدموا الرياضة وهم في الأساس هواة، لا يتقاضون إلا القليل من المال، ولا تتهيأ لهم الكثير من الفرص، فكان حب العمل والطموح جعلهم يؤسسون نواة للعمل الرياضي المنظم في بلادنا والذي نشهده اليوم حتى جاء ما بات يعرف الآن بمجال الاحتراف لا سيما في مجال كرة القدم.
فيبدو أن الهواية لم تعد مجدية هذه الأيام مع إيقاع عالم الاحتراف المتسارع، مما جعل هؤلاء الرياضيين القدامى يشعرون بأن قطار العمر قد تجاوز بهم الكثير من المحطات المهمة، ولم يحققوا أي مكاسب معنوية ومادية.. وما قيام هذه الجمعية إلا تلويحة ودٍ، وحفظ لما تبقى من شأن وواجب نحوهم؛ فلعل هذه الجمعية تلقى الدعم والمؤازرة من الجميع؛ خدمة لهؤلاء الذين يعاني أكثرهم من ضيق اليد، ومن غياب الدعم المعنوي الهادف.
فالرئاسة العامة لرعاية الشباب أولاً مدعوة لأن تضع ثقلها المعنوي والمادي بهذا الموضوع الحيوي المهم ولا سيما أن هؤلاء الرياضيين القدامى انطلقوا منها، ومن مكاتبها المختلفة في سائر بلادنا العزيز.. فكانت قصص كفاحهم وبذلهم وتضحياتهم بلا مقابل تروى حتى اليوم كشواهد تاريخية رياضية يعتد بها.
وبما أن رعاية الشباب تعنى هذه الأيام بمتابعة كل ما من شأنه تسليط الضوء على البعد الإنساني في أي مجال رياضي خدمة للمشروع الوطني الذي لا تقوم ركائزه الحقيقية إلا بدعم هؤلاء الذين قامت على أكتافهم وبجهودهم البسيطة الكثير من الفعاليات، وحققنا في ظل بذلهم وحبهم للوطن الكثير من الجوائز والكؤوس والميداليات التي نفاخر فيها، وهم في تلك الفترة هواة وغير محترفين للعمل الرياضي.
ومن المهم قيام مثل هذه الفكرة لتشمل أسرهم في جمعيات أخرى على نفس المنوال، وفي ذات التخصص، لأن هناك من خدم الرياضة، وبذل من أجلها الكثير من الجهد، ولولا أسرهم وأهلهم لما أتموا هذا الدور. فمن باب أولى متابعة أحوالهم من خلال هذه المنظومات الخدمية.
فالعبرة في النتائج الإيجابية التي تتركها مثل هذه اللفتات التي قد تدشن، وتفسح المجال لرعايتهم من خلال هذه الجمعية التي سترعى هذا المشروع الإنساني.. فالهدف المهم أن يتم تثبيتها على أرض الواقع من خلال التوثيق والتخطيط السليم، وضخ دماء الحياة فيها من خلال الدعم المادي، وما هذه الجمعية إلا عنوان مهم من عناوين هذه المشاريع الإنسانية التي نحن في أمس الحاجة إليها، وإلى المزيد من هذه اللمسات الحانية.