فهد بن جليد
لا عليك، يبدو أن الأمر ليس له علاقة بأي (مرض نفسي)، يا رجل مُعظمنا اليوم يتكلم مع نفسه دون أن يشعر، في الشارع، في المجلس، في السيارة، بل إن هناك من يتكلم مع (نفسه) حتى أثناء تأدية الصلاة!.
منا من يشعر (بالخجل) عندما يكتشف الأمر، ويبدأ في ترقيع ما يُمكن ترقيعه - قبل أن يلاحظه أحد - بينما آخرون مُستمرون، ولربما تطور الأمر إلى تحريك اليدين، والتصرف وكأنما هناك (شخص خفي) أمامه، أنظر حولك، لتُلاحظ الفريقين؟!.
إذا ما استثنينا أولئك الذين يستخدمون وسائل التقنية (اللاقطة عن بعد) مثل سماعات الهاتف (المخفية) ونحوها، فإنك ستُلاحظ تغير كبير أصاب مُجتمعنا، فمنا من هو غارق في همومه اليومية، بين ديون؟ وضغوط عمل؟ وضغوط أسرية؟ ومنا من يُقسم راتبه الشهري وهو في الطريق لماكينة السحب الآلي! ومنا من يحاول الهروب من (تسلط المُدير) بالتنفيس، والعتاب؟ ويدخل دون أن يعلم في (نقاش حاد)، وربما (تحمس) ليُكمل حواراً مع شخص (غير موجود) أصلاً.. أنا شخصياً (أنفث ثلاثاً) عن يميني وشمالي، ولا أحاول الاحتكاك بمثل هؤلاء (الحلوين) لدواعي السلامة..؟!.
عموماً لا تستعجل، فلربما كنت (أنا، وأنت) ممن يتحدثون مع أنفسهم، ويندمجون في ذلك دون أن يشعروا بالأمر، فالإنسان لا يعلم أنه يتحدث مع نفسه (في كُل مرة)، تأتي (النوبة) وتذهب، ولا يشعر بها إلا من هم حولك..؟!.
علماء من جامعة (ويسكونسن) الأمريكية، توصلوا إلى فائدة مرجوة تعود على الدماغ، عندما يتكلم الإنسان مع نفسه، مما يُساعده على التفكير، وحل المشاكل..!.
لا أعلم هل من يتحدث مع نفسه (مُعتل) نفسياً، ويحتاج لعلاج؟ قبل أن تتطور حالته، ويصدر منه تصرفات (غير مسؤولة)؟ كما يُحذر بعض علماء النفس العرب، أم أن الأمر طبيعي - كما أخبرتكم أعلاه - نتيجة (الظروف، والتغيرات) الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، المُتقلبة من حولنا، وكثرة مُتابعة (نشرات الأخبار)، طبقاً لكلام الخواجات؟!.
ما دعاني للكتابة عن الموضوع هو (تزايد هذه الحالات)، مع صمت المختصين؟ إلا إذا كانوا هم أصلاً، غارقين في الحديث مع (أنفسهم) فقط؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.