فهد بن جليد
مُنذ البداية كُنا نعلم من خلال بيانات وزارة الداخلية، وتوضيحات مُتحدثها الأمني، أن (الدواعش) لعنهم الله، يستهدفون صغار السن من شبابنا، حتى أنهم يحاولون اليوم التأثير على أطفالنا، باختراق منصاتهم (الترفيهية) وألعابهم، لاستغلال حداثة سنهم، واندفاعهم، وحبهم للمُغامرة، وإطاعتهم للأوامر، للتغيير من أفكارهم، وتحويلهم (كأدوات) للقتل، والإرهاب!.
التنظيم (الخبيث) يستفيد من سذاجة (الصغار) في حال نجحوا في تنفيذ هذه المهام، ليُعطي لنفسه زخماً بوجود مناصرين له، واتساع رقعة اتباعه يوماً بعد آخر، للتغرير (بسذج جدد) لينضموا لهذا الفكر الضال في أماكن أخرى، أما في حال سقط هؤلاء الصغار، أو تراجعوا لأي سبب، فإن التنظيم يعتقد أنه لم يخسر شيئاً في الأصل، فقد تم تجنيدهم -عن بعد - ومن خلال دعايات التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي!.
الخطورة في المسألة تكمُن في تحول (الطفل) أو (صغير السن) من طفل بريء وديع، يحلم بمُستقبل مُشرق، وطموحات كبيرة، يحب الحياة، ويقبل عليها، إلى قنبلة موقوتة، كاره لمن حوله، بعد أن تلوث فكره، ليعتقد أن القتل هو الطريق للجنة، بسبب سرعة تغيِّر أفكاره، وتأثره بمثل هذه الدعايات المُضللة، وبُعد الأسرة عن مراقبة أطفالها، وحمايتهم، وتوضيح الصورة لهم، بأنهم مستهدفون من قبل مُجرمين، وخفافيش ظلامية، تحاول تضليلهم !.
نحن في حاجة ماسة لتغيير استرتيجيتنا مع أطفالنا، في المدرسة والمنزل، والقرب منهم، حتى نمنحهم جرعات وقائية مُباشرة، تحميهم من الاستغلال الفكري، وتجعلهم (واعين) تماماً لمثل هذه المحاولات السيئة، وعلى علم بالمُتربصين، والخطر الذي يحملونه!.
بالتأكيد لا يوجد (سجل أمني)، أو سوابق، تستدعي مراقبة الصغير، أو رصد ما يطرأ عليه من تغيرات، فعلى من تقع المسؤولية إذاً؟! اعتقد أن الوالدين ، والمحيط القريب (الأخ، الأخت، الأستاذ، الأصدقاء في المدرسة أو الحي ...إلخ)، هو (الدائرة الأمنية الأولى) التي يمكن الاعتماد عليها في حماية صغارنا، من أفكار داعش، ورصد أي تغيرات؟!.
حتى نصد الأفكار الداعشية (القذرة) في تجنيد الأطفال، واستغلالهم للقتل والإرهاب، علينا أن نعتبر (الصغار) شركاء، ونعتمد عليهم في تحصين أنفسهم وأقرانهم، وهو الدور الذي يُنتظر أن تلعبه (التربية الأسرية، والتربية المدرسية)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي..