صيغة الشمري
استكمالاً لموضوع الأسبوع الماضي، الذي تحدثنا فيه عن بعض الحلول المقترحة لمقاومة (التدعش)، أرى من واجبنا نحن كتاب الصحف الوقوف كجنود من جنود الوطن خلف جنود بلادنا المرابطين على حدنا الجنوبي أو الشمالي، أو المرابطين على حدودنا التكنولوجية التي تريد غزونا في بيوتنا وتأليب أبنائنا ضدنا، حتى وصل الأمر إلى أن يقتل المراهق خاله أو ابن عمه، وسيأتي ما هو أشد وأفجع - لا سمح الله - في صور وحشية، كقتل الأب أو الأم، دون وازع ديني، تحت تأثير غسل مخ أناس تدربوا في أماكن استخباراتية ذات خبرة عميقة، وتملك كل العلوم الحديثة الكفيلة
بغسل مخ أقوى العقول المحصنة، وأكثرها وطنية، وإلا كيف تستطيع تحويل مجرم مهرب ومتعاطي مخدرات إلى وحش دموي، يوزع صور إخوته وأهله، ويطالب بقتلهم كونهم (كفاراً)، بينما الكفار يمينه ويساره، ويتعامل معهم كأنهم أشد إسلاماً من أهله؟ لا يجب علينا أن نلقي مسؤولية حماية بيوتنا وأطفالنا من تغرير داعش، ونضع الحمل على عاتق الدولة، بينما مسؤولية الأمن الفكري للأسرة تعود إلى أولياء أمور الأسرة نفسها. كبار الأسرة وعقلاؤها قادرون على احتواء أبنائهم وعلاج أفكارهم من الأمراض الفكرية التدميرية. يجب أن نتعاون مع أجهزة الأمن، ونضع أمن بلادنا وحمايتها بمنزلة أهم من توفير أكلنا ولقمة عيشنا؛ لأنه ببساطة ليس هناك ما هو أهم من الأمان. الخوف وعدم الأمان أشد فتكاً وأقسى من الجوع والبرد، وهذا ما أثبتته الشعوب العربية التي قررت البحث عن الحرية، وأضاعت كل شيء، ولم تحصل على شيء سوى المزيد من الديكتاتورية والمزيد من القتل العبثي الذي شوه صورة العرب والمسلمين، وجعلهم في أنظار جميع شعوب العالم مجرد أشرار وقتله بلا فكر، مثل الوحوش تماماً. إن الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن هو الذي دفع بعض أبنائه إلى التعاون في محاولة جبارة منهم لإقفال أي حساب في تويتر يروج ويدعم الأفكار الداعشية المتوحشة، من خلال إرسال إيميلات اعتراض (سبام) لإدارة تويتر، التي لا تجد حلاً سوى إقفال الحساب فوراً بحكم القانون المنصوص عليه بوثيقة استخدام الموقع. هذه الحملة الوطنية هي أجدى وأنفع من آلاف الخطب والمقالات التي لا تعدو كونها محاولات عرجاء ويتيمة. النزول لأرض المعركة والحراك داخل الميدان دائماً يفيد أكثر من غيره. استطاعت هذه الحملة الوطنية الراقية أن تقفل 300 حساب داعشي خبيث، وفي الطريق لإقفال المزيد والمزيد. يحتاج هؤلاء الأبطال إلى لفتة أبوية حانية ودعم مباشر من الدولة، مثلهم مثل جنودنا المرابطين؛ كون دورهم ومجهودهم لا يقل عنهم. دعونا نكتب ونكتب ضد التدعش حتى ينصرنا الله عليه؛ لأنه لا مجال للتعايش مع كلب مسعور، إن لم تقتله قتلك!