عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة تعيش الأندية السعودية جميعًا أسوأ ظروف وأقسى وقت بسبب الشح المالي وعدم حسن التصرف وتوقيع العقود من دون دراسة، إضافة إلى وجود الفوضى العارمة في إدارة الأندية، ولقد سبق أن علقت الجرس قبل عام وحذرت من قرب وقوع الأندية في كارثة المديونيات وكثرة المشكلات وتعدد المصائب وكثرة الشكاوى. واليوم تعيش الأندية الكبيرة قبل الصغيرة في أزمات غير مسبوقة حتى أصبحت الهاجس المقلق لكل رئيس وأصبح يتوارى عن الأنظار ويخشى الوجود بسبب كثرة المطالبات وترصد كثير من اللاعبين والفنيين والموظفين له بالمرصاد داخل أروقة النادي ناهيك عن الديانة الآخرين من العقاريين وأصحاب السيارات إلى آخره ولو كان هناك عمل ممنهج ومرتب وعلمي لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه واليوم وبعد أن غادر بعض رؤساء الأندية كراسي رئاسة أنديتهم تاركين تركة وديونًا ومصائب تعود المشكلات من جديد ويلوح أكثر من رئيس بالرحيل ويحاول إقناع نائبه بتولي زمام الأمور بعد ما ورط النادي في عقود وأرقام مالية أشبه بالفلكية، منساق كلف قلة من جهل جماهيري أو ضحية مديري أعمال وسماسرة تنفخت مخابيهم وارتفعت أرصدتهم من عمولاتهم ومكتسباتهم المشروعة ولكن الضحية الأندية وهنا يدور في خاطري سؤال مهم: من يتحمل المبالغ الفلكية التي على النادي إذا ما رحل أو هرب الرئيس؟ ومن لديه المقدرة في حل هذه المعضلة؟ والأمثلة كثيرة وموجودة ناهيك عمّا تعج به أروقة لجان الاتحاد المحلي وحتى العالمي من شكاوى على الأندية السعودية ومؤسف أن تصل بنا الأمور إلى هذه الدرجة من الفوضى والأنانية وحب الذات وجعل كل ما وراء ذلك لطوفان.
الطرق إلى مطار الرياض مقفلة
إلى وقت قريب وركاب الرحلات يتحاشون الذهاب للمطار والمكوث طويلاً في صالات الانتظار وكان الراكب يحرص أن يحضر في أقصر وقت خاصة إذا كان لديه من ينهي إجراءات سفره كمندوب أو موظف لديه وكذلك العاملون في مطار الملك خالد الدولي في مختلف القطاعات المدنية والعسكرية كانوا يغادرون منازلهم قبل بداية الدوام بثلاثين إلى أربعين دقيقة وكل الأمور ميسرة والطرق سالكة ومتعددة ولكن مع الأسف سرعان ما تبدل الحال وأصبحت جميع الطرق المؤدية للمطار وهي عديدة أصعب من انتظار المطار أو حتى مدة الطيران واليوم لا يمكن أن تتمكن من اللحاق برحلتك أو حضور الموظف لوظيفته في الموعد إن هو لم يترك بيته من قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات وقد تكون أكثر إن كانت رحلته في الصباح أو الموظف يداوم صباحًا فجميع الطرق مكتظة ومتوقفة ومزحومة وهذه ليست من باب الصدفة أو لما تشهده العاصمة الحبيبة من أعمال تطويرية كالمترو أو الأنفاق، بل كل هذا بسبب ضعف نظرة المسؤول لتخطيط المدن فهل يعقل أن يتم وضع الجامعات في نطاق المطار أو داخل حرمه؟ منذ وقت والكل يشتكي من توقف الخط الرئيس للمطار كل صباح بسبب مدخل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية واليوم بوجود جامعة الأميرة نورة في حرم المطار وفي المدخل الرئيس أصبح الأمر صعبًا ومريرًا في ظل غياب الوعي المطلوب وإذا ما أدركنا أن تسعين بالمائة منهم عمالة وسائقون ويشترك مرور الرياض في تصاعد الأزمة في غياب منسوبيه والاكتفاء بوجود السيرات والبقاء بداخلها وكل هذه المعوقات والمشكلات لا يشعر بها إلا من غادرت رحلته وخسر تذاكره وموظف تأخر وحسم عليه ودخل في دوامه المشكلات مع رؤسائه، فهل من منقذ أو مدبر بعد الله لحل هذه المشكلة العويصة والأزلية أتمنى ذلك.
نقاط للتأمل
- فاز المنتخب على نظيره الإماراتي وأصبح التأهل لكأس آسيا قريبًا ويبقى الأمل في مواصلة التَّميز والتأهل لكأس العالم المقبل في روسيا وهذا يحتاج إلى تكاتف الجهود والدعم من الجميع من دون استثناء.
- تدخل رئيس الاتحاد الأستاذ أحمد عيد في قضية عبده عطيف مع النصر منطقية ومطلوبة فالاتحاد السعودي ومنسوبوه ورئيسه معنيون بحل مشكلات الأندية وقد لامهم الجميع عندما تجاهلوا ولم يقدموا حلولاً لقضية سعيد المولد.
- تلميح رئيس النادي بالرحيل ومحاولة إقناع نائبه بقبول المهمة الذي رفض البقاء في حال رحيله، جاءت بعدما خسر الرئيس والنادي الرئة التي تمد النادي بالأكسجين وهذا أكبر دليل أن جميع المبالغ التي دفعت هي من أعضاء الشرف وليس من الرئيس كما يدعى دائمًا.
- الجولة المقبلة وفي ملعب الجوهرة عندما يلتقي النصر والأهلي يتضح مدى فائدة المعسكرات المتتالية وعودة اللاعبين وهل كانت البداية المتواضعة أزمة وعدت أم ستتواصل ويصبح الفريق يومًا فوق ويومًا تحت ننتظر ونحكم.
- زوجة مدرب الهلال السابق ريجي تهدد وتتوعد بالذهاب للفيفا إن لم يدفع الهلال مستحقات اللاعب المحترف سابقًا بنتلي وإذا ما تمت فتعد من مشكلات وتركات الإدارة السابقة وهنا يتأكَّد أن الأندية تعيش أزمات متراكمة بسبب إداراتها غير المحترفة.
-أنا لست ضالعًا أو متمعنًا اقتصاديًا وخصوصًا في أمور الرعاية ولكن لفت انتباهي أن العقد الذي أبرمته إدارة نادي الاتحاد مع طيران الاتحاد هو شراكة وليست رعاية وبذلك تقدم الشركة ميزات وتخفيضات وتسهيلات للنادي ومنسوبيه ولكن لا تدفع الملايين كمصروفات وإبرام الصفقات أنه لعب على الدقون وتخدير للجماهير.
خاتمة
- ليس الحب أن تكون مع من تحب إنما الحب أن تكون واثقًا بأنك في قلب من تحب.
- وعلى الوعد والعهد معكم من كل يوم جمعة التقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة).. ولكم محبتي وعلى الخير دائمًا نلتقي.