د. عبدالعزيز الجار الله
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعلنها أخيراً أن الأحداث الحالية في فلسطين أكتوبر 2015م تتجه إلى حرب دينية تحرق الأخضر واليابس، هذا اعتراف متأخر من الرئيس الفلسطيني ويعد من التصريحات النادرة في القيادة الفلسطينية وأن كان الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يلوح بها بين الحين والآخر، إسرائيل والغرب لا يريدون للعرب أن يقولوا عن القضية الفلسطينية (صراع ديني) وإنما صراع على أراضي وفي الواقع فأن اليهود يرسخون الصراع الديني، ويعملون على تهويد القدس الشرقية، والإجراءات الأخيرة على مدينة القدس هي ممارسة عملية لتهويد القدس الشرقية: هدم البيوت لمن تدعي أنهم - من منفذي العمليات ومثيري الشغب - من المحتجين والمتظاهرين، مصادرة أراضي البيوت المهدومة، الترحيل من القدس، سحب الهوية، الإعدامات الميدانية،وضع الحواجز بين أحياء القدس، رفع الحصانة عن القيادات بصفتهم من المحرضين على العنف، تسليح المستوطنين، استخدام الرصاص الحي ضد المحتجين.
في الحرب الإسرائيلية على غزة: 2008م، 2012م، 2014م، هي في الواقع شكل واضح من أشكال الحروب الدينية والعنصرية من قبل الطرف الإسرائيلي لكنها مبطنة تحت غطاء محاربة المنظمات المتطرفة،وهذا الذي يسوق له الإعلام الغربي بأن فلسطين هي مجرد صراع أراضي بين العرب ودولة إسرائيل حتى لا يقال إنه نزاع بين العرب واليهود، وفي الحقيقة أن الصراع في فلسطين حرب بين المسلمين واليهود، حرب دينية على القدس وأراضي فلسطينية، أساسه الصراع على المسجد الاقصى المقدس لدى المسلمين، وعلى القدس بشطريها الشرقي والغربي وأراضي الضفة والقطاع أي جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد حرب 1967م. إذن الصراع تحت أي مسمى إسرائيلي أو غربي أصبح واضحا صراع ديني ما بين (المسلمين والمسيحيين - وبين اليهود) حتى لو لم يعترف به إسرائيل والغرب، لأن إجراءاتهم على الأرض تتجه إلى تهويد كامل القدس وأراضي 48م، وإخراج غير اليهود من داخل الخط الأخضر، وإسقاط حق العودة حتى تكون دولة دينية خالصة لليهود.
يريد الغرب إخماد وإسكات الانتفاضة الثالثة لأنها لو اشتعلت ستكون تحت عنوان الحرب الدينية، وهذا سيؤجج الصراع بالمنطقة والعالم ويلتقي مع الحرب السورية، والحرب على الإرهاب، والتدخل الروسي في سورية.