جاسر عبدالعزيز الجاسر
تتكشَّف كل يوم حقائق جديدة عن صنيعة تنظيم داعش، ودور نظام ملالي طهران وعملائهم من الحكام الذين أوصلوهم للحكم في الولايات العربية الخاضعة لولاية الفقيه في كل من العراق وسوريا ولبنان، وإذا كانت التحقيقات قد أكدت أن قادة تنظيم داعش الإرهابي قد أُعدوا، وتم تجهيزهم في السجون العراقية والسورية واللبنانية، ومن ثم تسهيل هروبهم وخروجهم إلى المناطق التي أعلن فيها التنظيم، ومن ثم شنّ عملياته القتالية التي اكتملت بإعلان دولته التي أطلق عليها اسم (الدولة الإسلامية للعراق والشام) والتي ليس لها علاقة بالإسلام، إلا تشويه صورة هذا الدين العظيم.
وقد كشف زيف الادعاءات الإيرانية والعراقية والسورية التي تركزت في سعيهم إلى محاربة هذا التنظيم الذي أتاح لهم تحقيق أهدافهم وفق أجندات وضعت سلفاً، ورغم التباين المذهبي والأيديولوجي بين التنظيم الإرهابي والأنظمة الطائفية الثلاثة، إلا أن هذا لا يمنع من أن جميع قادة التنظيم قد تم تدريبهم في سجون هذه الأنظمة، فيما كانت إيران تحتضن قياداته المتمثّلة بزعماء تنظيم القاعدة، التنظيم الأم لتنظيم داعش الإرهابي، وهي حقيقة لا يمكن نفيها، لأن جميع قادة القاعدة الذين فروا من أفغانستان احتضنتهم طهران، ومنها تسرّبوا إلى العراق وسوريا.
آخر ما تكشَّف من حقائق عن علاقة تنظيم داعش الإرهابي بالأنظمة الطائفية المرتبطة بالنظام الإيراني، هو ما أظهرته التحقيقات الأمريكية التي أُجريت حول سر وجود آلاف سيارات الدفع الرباعي من شركة (تويوتا) مع مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، وكيفية وصول تلك السيارات الحديثة والتي استعملها التنظيم الإرهابي في معاركه في العراق، وخصوصاً عند الاستيلاء على محافظة نينوى والأنبار، والسيطرة على صلاح الدين وديالى، وقد أظهرت لقطات تلفزيونية عديدة أرتالاً من سيارات الدفع الرباعي لسيارات تويوتا من نوع هايلكس، وجيوباً مزودة بأحواض مخصصة لتركيب مدافع ومضادات للطيران، وكانت تلك الأرتال من السيارات الحديثة، وجميعها من نوع تويوتا قد استرعت انتباه المشاهدين، وبذلك اهتمت المخابرات الأمريكية بهذه المعلومة، وبدأت في التّقصي والتوجه مباشرة إلى شركة تويوتا اليابانية التي أفادت بأن سيارات النقل الرباعي من الجيوب والنقل المتوسط (هايلكس) قد تمَّ شراؤها من قِبل نوري المالكي شخصياً، وأنه اشترى عشرة آلاف شاحنة صغيرة وهايلكس، واشترط أن يتم الأمر دون الإعلان عنه، وفعلاً تم إرسال السيارات إلى العراق، حيث يزعم نوري المالكي وجماعته أنه استورد تلك السيارات لدعم الجيش العراقي والمليشيات الداعمة له، وطبعاً كل ذلك قبل أن يظهر تنظيم داعش إلى العلن، وأن هذه السيارات استولى عليها هذا التنظيم ضمن استيلائه على المعدات والآليات العسكرية أثناء احتلاله لمحافظة نينوى، وقبل ذلك لمحافظة الأنبار.
الأمريكيون كذبوا هذا الادعاء، لأن سيارات تويوتا ظهرت في أرتال تنقل مقاتلي داعش، وهم يحملون راياتهم عند قدومهم لنينوى والأنبار وصلاح الدين، وليس بعد الاستيلاء عليها، وهذا يُشير بكل بساطة بأن هناك من زودهم بهذه السيارات السريعة والخفيفة لتمكين داعش من السيطرة على المحافظات السنية العربية، ليكون مبرراً لتدخل إيران، وتكوين الحشد الشيعي، والبدء في عمليات التغيير الديموغرافي الذي يشهده العراق الآن.