أحمد الناصر الأحمد
للمكان جاذبيته الخاصة وسحره المتميز.. للأمكنة التي يولد بها الأشخاص ويقضون طفولتهم وشبابهم او جزاء من احدهما اوكليهما بها شوق مختلف وحنين غائر!.. حيث تكون الذكريات محفورة في الذاكرة والأحداث عالقة في الوجدان لايمحوها تقادم السنين وتعاقب الأيام.
الحنين للأمكنة والديار قد يكون في بعض ملامحه جزأ من الحنين للأوطان لكن الأخير _ الحنين للوطن - اكبر واوسع واعمق.. لذلك ستكون إشارتي هنا لحنين اشخاص احبوا اماكن معينة وحنوا لها بسبب ذكريات جميلة واحداث اجمل في نظرهم!.
الكثير من قصص الحب والعشق تدور احداثها في محيط مكان محدد..
مدينة.. قرية.. هجرة.. صحراء او جبل او أي مكان أخر قريب اوبعيد عما ذكر.. الشعراء منذ العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا ومايعقبه من سنين خلدوا اسماء الأماكن لهفة وشوقا لمن اقام بها وسكنها وليس لذاتها.
يقول قيس بن الملوح :
امر على الديار ديار ليلى
اقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وماحب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا
ولزهير بن ابي سلمي مع (وادي الرس) وشم له صفة الديمومة.. كما لعنترة وعبلة و(الجواء) حكاية موغلة بالعشق والخلود حيث يقول الأخير في معلقته :
يادار عبلة بالجواء تكلمي
وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
وسلسلة الشعراء في الفصيح والشعبي الذين تغنوا بالديار شوقا وهياما بمن سكنها طويلة وممتدة!.. ولعل من حسن حظ هذه الأماكن او الديار التي خلدها الشعراء في قصائدهم انها كانت مسارح لقصص واحداث وحكايات حب خالد يتوارث الأجيال الكثير من تفاصيله المستوحاة من القصائد على مر العصور.