فهد بن جليد
باختصار، الناجح عرف كيف يقدم نفسه للآخرين ويبرزها، ليكون في (نظري ونظرك) ناجحاً، والفاشل هو من لم يستطع عمل ذلك، واكتفى بالصمت والخجل ولم يحفظ أعماله بشكل مُنظم، ويعرضها في الأضواء ليراها غيره!.
يمكن أن يكون الناجح (فاشلاً) في الأصل، ولكنه عرف أن أغلب الناس تحكم بظاهر (صورة النجاح) لذا عمل بذكاء ليكون كذلك، بالمُقابل ربما كان الفاشل (ناجحاً) في الأصل، ولكنه لم يخبرنا بذلك!.
لن أذهب بكم إلى القاعدة الشهيرة (الفشل) طريق النجاح، لا، اليوم سأتحدث عن نقطة مهمة، وجدت للأسف أن معظم السعوديين لا يُجيدونها، وهي كيف يمكن أن يقدم الإنسان نفسه للآخرين؟! بمعنى كيف يمكن أن تسوق نفسك، وأعمالك، داخل محيطك؟!.
القناعة التي توصلت إليها أن (معظم السعوديين) لا يُجيدون تقديم نفسهم، لا أعرف هل هي ثقافة مُجتمعية ؟ أم هو زهد فينا، وخشية أن نقع في محظور التطبيل، والهياط - مُحاولين ترك أعمالنا تتحدث عنا - وهو أسلوب لا يتماشى مع مُتغيرات وتقنيات العصر، التي باتت منصات لتقديم الأعمال وإبرازها للآخرين، والتعريف بالقدرات، حتى أن الكثير من المبدعين يستعرضون الـcv الخاص بهم، عبر حفظ أعمالهم عن طريق اليوتيوب، أو نشرها عبر تويتر، بينما يوجد من هو أفضل منهم، ولكنه صامت، ويخجل من إبراز نفسه لسبب أو لآخر، وهنا من يبحث عن (الناجحين) فلن يجد إلا من يبرز نفسه، ويستعرض أعماله، ويُجيد تسويقها، وهي صناعة يتجاهلها الكثير من الموظفين السعوديين حتى في شركاتهم الخاصة، لتكون هذه النقطة من وجهة نظري، من الأسباب التي تجعل (الأجنبي) يتفوق علينا في سوق العمل، ويتقلد مناصب أكثر من السعودي، المُبدع أكثر منه؟!.
الجنسيات الأخرى تتسابق لتوثيق أعمالها مهما كانت بسيطة، وهامشية، لتقديم نفسها بشكل جيد، والتعريف بأثر العمل والإنجاز الذي قامت به، على الشركة، أو على المجتمع، تُضخمه تارة، وتُلمعه تارة أخرى، بينما السعودي يعمل بصمت، ويجتهد، وينتظر من الآخرين التقدير، دون أن يكلف نفسه عناء توثيق، وإبراز ما قام به، مُعتقداً أن هذه مسؤولية وواجب الآخرين تجاهنا، بأن يقدروا، ويكتشفوا الأمر!.
هذا أسلوب لا يتناسب مع تحديات العصر، والأكيد أنه كان سبباً لجعل (الناجح فاشلاً) من وجهة نظرنا؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.