د. عبدالعزيز الجار الله
إذا حدث هزة إرهابية اتهمت مدارسنا دون غيرها من مدارس العالم، التفجيرات التي نفذتها منظمة القاعدة في السعودية بداية 1995م اتهمت فيها مدارسنا الدينية، هجمات 11سبتمبر 2001م في أمريكا اتهمت مناهجنا, تفجيرات القاعدة 2003م في مدننا اتهم تعليمنا وليست مدارسنا الدينية فقط.. أما في تفجيرات داعش ما بعد 2011م اتهم المعلم وأستاذ الجامعة بصفته الملقن الأساس للفكر الداعشي والدعوة لقيام الدولة الإسلامية على جميع الأراضي العربية والدول الإسلامية.. هذه اتهامات يؤكد بعضها أعلام القاعدة وداعش حين يظهر طلاب في عمر السن الدراسي يتحدثون عن عملياتهم الانتحارية وهم بعمر المرحلة الثانوية أو السنوات الأولى في الجامعة، نجح الدواعش في تجنيد شبابنا الصغار لجعلهم مشاريع تفجير وانتحار، وأقنعوا بإعلامهم أن الانتحاريين هم من الطلاب المشبعين بالفكر الجهادي.
وزارة التعليم صباح يوم الأربعاء الماضي عملت الخطوة الصحيحة التي كانت مؤجلة منذ عقدين عندما دشن وزير التعليم د. عزام الدخيل مشروع (فطن) الذي سيحمي بإذن الله الطلاب والطالبات يحميهم من منظمة داعش ومنظمة القاعدة ومن المخدرات والعنف والتنمر الطلابي، والتحرش، عبر الحماية المباشرة باتخاذ خطوات إجرائية وتعاون وثيق مع أجهزة الدولة -وزارة الداخلية- الشرطية والرقابية والتحري، إضافة إلى زيادة الوعي عبر وزارات الدولة المعنية بالتثقيف مثل وزارة الإعلام ووزارة الشئون الإسلامية وباقي الوزارات.
يختلف برنامج فطن عن سابقيه أنه أدرج ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة التعليم وله ربط مع الوزارات المعنية في مكافحة الإرهاب والمخدرات والعنف، فهو ليس برنامجاً معزولاً بلا تمويل, بل خصصت له ميزانية، ودليلاً إجرائياً، باعتباره من برامج الوقائية الوطنية.
إذن فطن أصبح إدارة عامة من ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة التعليم، يرتبط مباشرة بالوزير، له مديراً عاماً تتبعه لجنة تنسيقية من الوزارة، تليها اللجنة التنفيذية في إدارات التعليم يتفرع منها عدد من: الخبراء، المشرفين، المدربين. وربط كذلك بمعظم الإدارات العامة ذات العلاقة بالمدارس والمناهج والطالب والطالبة من أجل توحيد عمل وإجراءات إدارات العموم: النشاط الطلابي، التوجيه، التوعية، الموهبين، الإشراف، التربية الخاصة، المناهج، رياض الأطفال، تعليم الكبار، التدريب، الإعلام. وهذه هي مؤشرات النجاح واستمراريته، حين يكون له ميزانية خاصة، وضمن هيكل الوزارة.