عبدالملك المالكي
ليست المرة الأولى التي يتفوق فيها الأهلي على نظيره النصر وليست بالطبع الأخيرة، فالتاريخ يقف بجانب الأهلي في إنصاف التفوق دون مقارنة.
وللأمانة أقول: إن تفوق الأهلي الموسم المنصرم بفوزين (رايح - جاي) يشهد بذات التفوق الذي لم تزد إثباته (رباعية) الأحد الفائت؛ بل إني أعيب على إعلام الأهلي أن تنطلي عليه وبالتالي تصل جماهيره منافسة (النصر)، وكلنا يعلم كيف كسب النصر بطولتي الدوري العامين الماضيين.
برأيي أن النصر ومنازلة الأهلي أعطيت أكبر من حقها قبل لقاء الأربعة، ولذلك تجاهلت مجرد الإشارة لتلك المباراة قبل النزال ليقيني بتفوق فني اهلاوي لا يمكن إيقافه الا عن طريق راية التحكيم التي اختفت نوعا ما منذ انطلاقة هذا الموسم.
بقي أن أقول: إن وضوح لمسات عمل الإدارة الحالية ربما توحي بعمل متقن يعتمد على إعطاء الصلاحيات لضبط خراج العمل الإداري؛ وهو ما شهدناه واقعا ملموسا حتى اليوم؛ يبقى الأهم على هذه الإدارة في الوصل بعملها لقناعة العمل الجاد الذي يضمن استمرار عوامل التفوق حتى نرى محصلة تلغي رسوخ فكرة (الأهلي.. البطل غير المتوج) مهما كانت الأسباب التي قد تؤدي إلى عودة هذه المقولة المزعجة بقدر من صنعها بصافرة صفراء.
أخيراً.. انقلوا عني «لن يقف في وجه حصول الأهلي هذا الموسم على البطولة - الحلم - إلا الأهلي نفسه».. فهل يتفهم الأهلاويون ذَلِك ويعملون بمقتضى مفهومه السهل الممتنع.. أرجو ذلك.
شيخ سلمان.. بدري على فيفا
تستمر دهاليز الفيفا المعتمة في تصدير فضائحها دورياً؛ فلا يكاد تخبو طيف مشكلة حتى تتجدد أخرى أطم من سابقتها.
ولعل المتابع منذ عقد ونيف لصريح عبارتي يُدرك تماما إني متابع للتحركات الفيفاوية منذ تجليات (الراحل جو هافيلانغ) وبعد تولي سير بلاتر وحتى طرده - بصريح العبارة - وإن كان بشيء من الذوق عبر إلقائه من ذات نافذة (الفاسدين) المشرعة دائماً بستار (استقال ولم يُقل).
فبعد تزايد فضائح هذه المؤسسة العالمية التي بدأت عملياً بطرد (كبيرهم)؛ عوقب مؤخراً النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الترينيدادي جاك وورنر بالإيقاف لمدى الحياة عن كل الأنشطة الكروية.
لاحظوا - مدى الحياة أي أن هناك جرما عظيما - إيقاف - العمر كله - جاء بقرار من الغرفة القضائية في لجنة الأخلاقيات التابعة لفيفا ذاتها.. ولم نقل للهيئة الدولية الأكبر التي تستظل فيفا بظلالها منذ التأسيس: هيئة الأمم المتحدة.
وقالت لجنة الأخلاقيات في بيان: إنها وجدت وورنر «مذنبا بمخالفات سوء سلوك عديدة ارتكبها بشكل - متواصل ومتكرر - خلال فترة استلامه مناصب رفيعة مختلفة في مواقع مؤثرة ضمن فيفا واتحاد الكونكاكاف».
وقبل أن يقول بقية - النواب - على رأي إخوتنا في مصر الشقيقة (راح اللي راح.. صوّتي يا إنشراح).. أريد هنا أن أزيد همساً وبالقدر (المسموع) لمن يهمنا أمرهم في الاتحاد الدولي وهم إخوتنا من العرب سواء من هم في -زيورخ - الحاضنة لفيفا - الأم - أو هناك في - كوالالمبور - حيث تقبع مكاتب اتحاد القارة المصون.. فأقول لا لوم لكم ولا تثريب عليك إن تركتم - الدرعا ترعى - فمن كان الرقص صنعة رَب بيتهم؛ فلا ملامة على بقية العوالم.
ولأن إخوتنا بدؤوا يعلون الصوت في الترشح ونواياه بخلافة بلاتر.. وإن كان ما - أضحك حد البكاء - هو أن ينوي رئيس اتحاد قاري - ينوي أصحابه ومن زكوه - الإطاحة به؛ إذا لم يكن مطلقا منصف اتحاده في القارة العجوز؛ فكيف أن تسلط على اتحاد اللعبة في العالم.
أقول للشيخ الوقور سلمان.. أمسك عليك - الكرسي الآسيوي - ويالله الخراج؛ ولتكمل (عدتك الآسيوية) بما يشفع لك بإكمال مدة تكليفك.. ولا أتحدث مطلقا عن البقاء (جاثما) على صدور كثير ممن بحثوا فقط عن حق (الإنصاف) فقط.. لكن اعلاء مستوى الطموح إلى النظر ولو - مغازلة فقط - إلى الكرسي الفيفاوي فذاك يدل تماما على - انفصام - تام بين الإحساس بالمسئوليات والواجبات، وبين تزايد نهم السُلطة بالكرسي المغرق بالفساد وقضاياه.. وذلك ليس لاغتنام فوضى الفيفا التي تنتظر مصائبها تدخل - الفصل السابع - في هيئة الأمم المتحدة؛ فقط، بل ولإيجاد إيحاء كبير أنه أي (كبير آسيا) موجود ومدرك لتحركات اتحاد بلاده.. وليس حقيقة عيشه في أبراج عاجية أصمّت رئيس اتحاد القارة عن الاستماع فقط وليس النظر بعدل لمن نصبوه عملياً ومن أضحى اتحاد القارة أكبر همومهم على الإطلاق.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد الأمين، وزير الدفاع ولمعالي رئيس هيئة الأركان الفريق أول عبدالرحمن بن صالح البنيان ولسعادة مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية في القوات المسلحة اللواء الدكتور سليمان بن محمد المالك وكافة منسوبي الخدمات الطبية؛ ننعى العميد الطبيب ناصر بن عثمان الشهري مدير مركز القوات المسلحة للتأهيل الصحي بالطائف السابق. الذي وافته المنية يوم الجمعة 3 محرم 1437هـ.
في فاجعة تلقاها ذووه ومحبوه بمزيد الحزن والرضا بما يقسمه خالق الخلق - جل في علاه-؛ على عباده؛ غيب الموت العميد الطبيب الذي وهب نفسه لله ثم لخدمة دينه ومليكه ووطنه؛ عمل الفقيد- رحمه الله- لتميزه الإداري قائداً لعدد من بعثات الحج للَخدمات الطبية للقوات المسلحة ومديراً للمستشفى الميداني بتتا بمدينة كراتشي الباكستانية؛ بالاضافة لإدارة لعديد من الإدارات الطبية بمستشفيات القوات المسلحة.
ندرك يقيناً أن الموت حق علينا جميعاً؛ لكن فجاءته تعاظم فقد القريب على الأهل والإخوة والأحبة والأصدقاء؛ وبخاصة إن قبضت فجأة روحاً طاهرة كانت ترفل في ثياب الصحة؛ روحاً لم تعرف إلا العطاء والبذل والتضحية وبتفان وإخلاص حتى أضحى مثالاً للقائد القدوة الحسنة؛ نموذجاً راقياً للحس الوطني العالي؛ قدوة لكل من تعامل معه مريضا كان أو رئيساً أو مرؤوسا.
عملت شخصيا تحت إدارة العميد الطبيب ناصر الشهري - رحمه الله- فكان نعم القائد والموجّه الذي خدم دينه ومليكه ووطنه.. كان مثالا يحتذى في الخلق والعلم وجدية العمل.. تعلمت منه الكثير في حياتي العلمية والعملية وتشجيعه لي - شخصيا -فكان خير من عرفت من القادة؛ ومثالا بمعنى الكلمة (للمسئول الإنسان)؛ عرفته مهتماً بالجوانب الإنسانية والخيرية فارضا بحسن التعامل حب الجميع. فلا غرابة أن يكون بذات القدرخبر فقده صادماً لكل من عرفه - رحمه الله - رحمة واسعة.
* أسأل الله ان يُجزل له المثوبة؛ على ما قدم لدينه ومليكه ووطنه.. وأن يُضاعف له الأجر عن كل قدم في دنياه لآخرته وأن يجمعنا به وجميع أموات المسلمين في عليين.. آمين.