فهد بن جليد
هذا الأسبوع واجهت شركة (ماكدونالدز العالمية) حادثتين، تتعلقان (بسلامة الغذاء)، الأولى وقعت لسيدة في (نيوزلندا)، فوجئت بأن السندوتش التي طلبتها، وصلتها بعد أن تم (قضمها)، عندها صرخت المرأة، وأعربت عن استيائها وشعورها بالغثيان، وتقدمت بشكوى، ولكن سلسلة المطاعم الشهيرة، لم تصدقها!.
المرأة سلكت طريقاً آخر، عندما ذهبت لمدير المطعم مُباشرة، وطالبته بتفسير لما حدث، مُتعهدةً بأنها لن تطالب بتعويض مالي، وبعد أن تم مراجعة كاميرات المراقبة، اكتشف أن الوجبة التي استلمتها السيدة، تم إرجاعها بالفعل من زبون آخر، وأرسلت لها عن طريق الخطأ، وهنا اعتذرت السلسلة العالمية رسمياً للمرأة..!
الحادثة الثانية وقعت في جدة، عندما ادعى رجل بأنه وجد حشرة في علبة (المشروب) التي استلمها مع الوجبة، وبلغ الأمانة، التي أغلقت فرع المطعم، ولاحقاً أودع الرجل التوقيف في الشرطة، بتهمة التسبب في ضرر وتشويه (سمعة)، والتشهير بالمطعم، بعد أن تقدم محام السلسلة بشكوى للشرطة، ليكتب الشاب خطاب اعتذار وتعهد، بعدم تكرار التشهير عبر تويتر..!.
هناك فرق بين الحادثتين، ففي القصة النيوزلندية الأولى تم الاعتذار للمرأة، وتناقلت الصحف العالمية الحادثة، وفي القصة الثانية تم إيداع الرجل التوقيف، وكتب تعهد بعدم تكرار التشهير بالمطعم عبر تويتر، وتناقلت الصحف العالمية الحادثة أيضاً!.
هل أخطأ المستهلك السعودي في تصرفه ؟ وكان عليه أن يتناول (مشروبه الغازي) بنكهة الحشرة، دون أن يصرخ، ويطالب بإغلاق المطعم، خصوصاً بعد تأخر الأمانة في التجاوب معه؟ وأن لا يتجه إلى (تويتر) أو أي وسيلة إعلامية أخرى؟!.
أم أن الشركات العملاقة لدينا بدأت تنتهج أسلوب (التخويف) و(البلطجة) باستغلال نظام التشهير، والتلويح بُمعاقبة كل مُستهلك ينتقدهم، أو يكشف أخطاءهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي قد يشجع شركات أخرى على القيام بنفس التصرف، رغم أنه برأيي انعكس (سلباً) على سمعة الشركة، التي واجهت المجتمع بأكمله كما حادث الآن في تويتر..؟!.
من يكذب، ويزيف الحقائق، ويدعي بالباطل يستحق العقوبة، لكن تخويف المستهلكين المُتضررين بالفعل، ومنعهم من اللجوء لوسائل التواصل، أخشى أنه (أمر خاطئ) أشبه بتكميم الأفواه..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.