علي عبدالله المفضي
يستغرب عاشق الإبداع الواعي من تداول الناس أوكثير منهم لما يسمى تجاوزا انه شعروهو بريء من الشعر والشعير!! والأدهى من ذلك وأمر أن يتناوله من المطربين من لايدرك مايجب أن يُغني وما لايغني ولا يفرق بين النثر والشعرفيطلق لصوته العنان متأوها بمالايعلم انه كلام دارج رديء ليس له بالنثر الفني الجميل ولا بالشعر أي صلة وإنني أستغرب أن من يتصرف بهذا الشكل لايدرك انعدام موسيقى الكلمة التي هي في المقام الأول زمن وإيقاع يجب ان ينسجم مع إيقاع الزمن الموسيقي.
ومع أنك كمتذوق عادي تتأذى من الخلل والنشاز بين الكلمة المختلة الوزن والجملة الموسيقية وتحس ان المطرب يحاول ان يتحايل على انغامه لكي تنسجم مع مايقوله فتجده يضع جملة موسيقية سريعة مع الكلمة التي تأتي أطول من زمن النغمة او العكس في حال قصر الكلمة عن الجملة الموسيقية.
والأغرب من ذلك والأكثر ألما ان تجد تلك الاعمال الرديئة من المتابعة مايجعل الإنسان في حيرة من أمره بين مايبث الى الناس وينسجمون معه وبين مايجب ان يبث ليرقى بالذائقة العامة إلى مراتب الروعة والجمال، والسؤال الذي أتمنى ان تكون الإجابة عنه بالنفي هل تدنى مستوى التلقي وتعودت الأذن على النشاز حتى أصبح المتداول الرديء من الغناء هو القاعدة وان المرفوض والشاذ مايحمل قيمة عالية من الجمال والانسجام والإبداع المتمثل في تقاسم الادهاش بين الكلمة والنغم.