د. محسن الشيخ آل حسان
كانت زيارة المؤرخ والرحالة اللبناني - الأمريكي أمين بن فارس الريحاني, لبناني الأصل, أمريكي الجنسية, مسيحي المعتقد والدين، لعنيزة في عام (1341هجرية - 1922م)، وذكر عنها كلاماً جميلاً، وأطلق عليها ألقاباً مختلفة، وأصبحت خالدة يتناقلها أهل عنيزة عاماً بعد عام في كتابه (تاريخ نجد) منذ دخوله «العوشزية» شرق «عنيزة» والتي كان أول ما لفت نظره فيها «سبخاتها الملحية»، حيث ظنه نهراً من بعيد فاقترب منه، وأخذ قطعة تجاوز سمكها الأربع أصابع, ثم إن أول مضيف لهم منذ دخلوا القصيم، ومما قاله الريحاني في كتابه عن عنيزة: «أهلها ملح الأرض جاءنا وجيههم يدعونا للقهوة...»، ثم في اليوم التالي توجه الريحاني إلى عنيزة قائلاً في وصفها: «عنيزة مليكة القصيم, عنيزة حصن الحرية ومحط رحال أبناء الأمصار, عنيزة قطب الذوق والأدب, باريس نجد وهي أجمل من باريس الحقيقية...».
ومما قاله الريحاني أيضاً في عنيزة: «قد تصغر عنيزة دون أهلها, وهم زهاء (30.000) نسمة, وهي مزدحمة بالسكان, وأكثر أسواقها كالسراديب لأنهم يبنون فوقها الجسور وفوق الجسور البيوت, ولكن هناك سوقاً للتجارة كبيرة ومنيرة تدهشك بما فيها من الأشكال والألوان، فتذكرك بأمريكا وبلاد الإنجليز، وتنقلك إلى الهند واليابان...».
سجل أهالي عنيزة عدة ملاحظات على زيارة الريحاني لمحافظتهم وأبرز هذه الملاحظات:
1 - دخل الريحاني إلى عنيزة من جهة الشرق، ولذا كان مروره بقرية العوشزية، وقد نال ضيافة كريمة.
2 - تحدث الريحاني عن ملح العوشزية.
3 - استهل الريحاني مدونات مشاهداته في عنيزة بمدح المدينة وأهلها.
4 - لفت نظر الريحاني مدونات مشاهداته في عنيزة بمدح المدينة وأهلها.
5 - وصف الريحاني أسواق عنيزة الصغيرة والكبيرة.
6 - قال الريحاني إن في عنيزة أسر عريقة ذات نسب أصيل.
7 - قدم الريحاني وصفاً لأسلوب الحياة الاجتماعية في عنيزة.
8 - لمس الريحاني بوضوح مدى التفتح والانفتاح لأهالي عنيزة.
أختتم، وأقول إن أمين الريحاني قد سجل لنفسه موقعاً مميزاً في عقول وقلوب كل أهالي عنيزة.. جوهرة القصيم.