سعد السعود
يبدو لي أنه بات من الضروري تغيير اسم اتحاد الكرة إلى اتحاد العادات والتقاليد، بعدما انقاد مرغماً لتنفيذ إملاءات النصراويين بالتواجد بالجهة الشمالية في المدرج، ولم يستطع فرض النظام المعمول فيه في كل أصقاع المعمورة وحجته في ذلك العرف المتوارث من سنين، وكل ما أخشاه مستقبلاً بعد ما حدث أن يَتمَّ استبدال المخاطبات الرسمية بنخيتك يا فلان وتكفي يا علان.. فالواضح أن هذا هو الشيء الوحيد الذي ربما يفهمه اتحاد الكرة ويلقي له بالاً بعدما أصبح هو الحصن الحصين للموروث والسد المنيع للأعراف.. ولتذهب الأنظمة والقوانين للمجهول.
جديرٌ بالقول إنه في كل مرة وفي كل قرار وحادثة يتأكد للجميع بعد نظر الاستاذ خالد البلطان عندما وصف اتحاد الكرة بأنه اتحاد كل واحد يفوته بجدار.. فمتى ما وُجد قرار جدلي كان اتحاد الكرة هو الحلقة الأضعف فيه.. فهو لا يقوى على المواجهة فضلاً عن فرض قراراته.. لذلك لم ولن يحترمه الوسط الرياضي.. وليتحمل كل انتقاد لعل أقلها فوضويته وليس أقواها تصريح: آخر تحذير.. ومع هذا وجدناه حملاً وديعاً يجبن عن ممارسة سلطته.
لذا لم أستغرب تغييره لقراره ليلة مباراة الشباب والنصر بتواجد الشباب في الجهة الشمالية وهي حقه النظامي.. حيث أعاد الأماكن لما هو معمول فيه منذ أمد بخطاب في منتصف ليلة الخميس فحواه: أن جهة الدكة هي من يفرضها الاتحاد الآسيوي أما المدرج فلم ينص عليه لذلك سيبقى حسب العرف المتوارث.. وكأني به يصادق على تسميتي له باتحاد العادات والتقاليد.
المضحك في الأمر أن مندوب الشباب حضر الاجتماع التنسيقي قبل المباراة بل واتفق على كل التفاصيل قبل أن ينقضها خطاب منتصف الليل.. في حين ضربت إدارة النصر بالاجتماع عرض الحائط و(سحبت) على المجتمعين.. لتُكافأ إدارة النصر على عدم حضورها بتنفيذ مطالبها في حين تم تهميش مطالب الشبابيين المفروضة نظاماً رغم تكبدها عناء الحضور.. بل إن أمين الاتحاد لم يكلف نفسه حتى بالرد على اتصالات الشبابيين.. فماذا بعد يقال ؟! أبعد هذا العبث والفوضى ننتظر رياضة نظيفة؟!.
أخيراً، بعيداً عن اتحاد العادات والتقاليد أتساءل عن دور إدارة الشباب وأعضاء الشرف تجاه هذا التجاهل والتهميش.. فهل يعقل أن يكون جدار الشباب قصيراً ليتسلقه الآخرون؟! وهل يرتضي المؤتمنون على الشباب بأن يصبح الفريق ملطشة لاتحاد لا يحسن حتى إدارة كشك خضار؟! ماذا تم عمله منذ ذاك اليوم حتى اليوم؟ هل تم رفع خطاب لاتحاد العادات والتقاليد لمعاقبة صاحب خطاب العرف؟ وهل تم الاتجاه لرعاية الشباب لحفظ حقوق النادي؟ إن لم يحدث أي شيء من كل هذا فأتمنى من رجالات الشباب.. أعضاء شرف وإدارة.. الخروج والاعتذار للشبابيين عن هذا التضييع والتسويف في حقوق الفريق.
النصر مجرد خطوة يا ليوث
على الشبابيين ألا يعميهم الفوز على النصر في كأس سمو ولي العهد عن أخطاء الفريق واحتياجاته.. فيحسب للمدرب قدرته على تنظيم وتوظيف اللاعبين دفاعياً.. حتى اختفت الكثير من المشاكل التي يعانيها الليث بالمنطقة الخلفية.. وذلك بتجلي محمد العويس وثبات المرشدي والدعيع وساتر الخيبري وأريزميندي وعودة القائد أحمد عطيف لمستواه.
لكن أكثر ما يقض مضاجع الشبابيين ويقلقهم وهي الأخطاء التي طالبت بعدم التعامي عنها هي الحالة الهجومية للفريق.. فالشباب يعاني الجفاف في خط المقدمة بسبب تردي الحالة الفنية للأورغواني أفونسو وتواضع إمكانات موسى الشمري وعدم الزج بإسماعيل مغربي علاوة على افتقار الفريق لصانع اللعب الماهر الذي يمنح كرة الهدف.. وفريق كهذا مهما كانت حالته الدفاعية مميزة إلا أنه سينتظر الفرج بكرة ثابتة أو مهارة فردية أو هدف آخر الدقائق لحسم مباراة.
ويبدو أن الحل لهذا الصداع الأمامي لن يكون إلا في شهر يناير وبتحرك كبير من الإدارة وملاءة مالية من أعضاء الشرف، وذلك باستبدال المهاجم الأورغواني بآخر أكثر جودة وفتكاً بالمنافسين بالإضافة لجلب صانع لعب بديلاً لسيف الحشان المصاب.. عدا ذلك فلن يذهب الفريق إلى أكثر من فوز في مباراة أما البطولات فأشك بأن الشباب يشم رائحتها.
آخر سطر
جميلة حركة الوفاء الرائعة التي قام بها حسن معاذ على قميصه بكتابة تمنياته لزميله سيف الحشان بالعودة سريعة للملاعب بعد إصابته بالرباط، وهي الحركة التي قام بها سابقاً عندما أصيب ياسر القحطاني.. المؤسف أن البعض ترك الحركة ونبلها وتصيّد للقطة عفوية حدثت لثوان خلالها.. وكأنه مثلاً يريد محاسبة لاعب ما لأنه عندما سقط بالملعب خرج بشكل لا إرادي شيء مما لا يفترض خروجه.. حتى بالنوايا هناك من يريد الحساب والعقاب.. شكراً حسن معاذ لوفائك لزميلك ولا عزاء لمرضى الميول وقراء النوايا.