سعد السعود
هذا الاستفهام ليس مزحة.. ولا استخفافاً بالعقول.. ولا حتى بحثاً عن مثالية مصطنعة.. على العكس من ذلك فعندما تحترم من وثق فيك وانتخبك وتضع نفسك قدوة لمن معك.. عندها سيحترمك الآخر.. وستُحقق في القادم المأمول.. ولذا رأينا من بادر بممارسة النظام على نفسه أولاً كاليابان تتقدّم.. في حين من يهرب من المسؤولية كما هو لدينا لا نستغرب ما يحدث له من تقهقر.
أضع بين يديكم خبراً تناقلته وكالات الأنباء في منتصف شهر فبراير وتحديداً في اليوم الثاني عشر.. وعليكم التمعن في السطور وما بين السطور.. حيث كُتب التالي: (أعلن رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم كونيا دايني -70 عاماً- اليوم الجمعة أنه يتحمَّل كامل مسؤولية التعاقد مع المدرب المكسيكي خافيير اجيري في شهر أغسطس الماضي, والذي تم إقالته في شهر يناير الماضي بعد أن تم ذكر اسمه في تحقيق يخص تلاعب بالنتائج.
وتعتبر اللجنة الفنية في الاتحاد الياباني لكرة القدم من أهم اللجان إلا أنها وقعت في المحظور في منتصف العام الماضي عندما تعاقدت مع اجيري دون أن تعلم طبيعة مشكلته مع المحاكم الإسبانية ليتسبب في إرباك جدول منتخب اليابان الذي يستعد لخوض تصفيات كأس العالم 2018 في شهر يونيو القادم، وهذا الأمر جعل رئيس الاتحاد الياباني دايني يصدر عقوبة خصم بنسبة خمسين بالمائة 50% من مرتبه الشهري لمدة أربعة أشهر وأصدر دايني أيضاً عقوبة خصم الراتب الشهري من الأمين العام هيرومي هارا ـ 56 عاماً ـ بنسبة ثلاثين بالمائة 30% لمدة أربعة أشهر لأنه كان رئيساً للجنة الفنية في فترة التعاقد مع المكسيكي اجيري، أما عن الرئيس الحالي للجنة الفنية ماساهيرو شيمودا -47 عاماً- فإنه قدَّم استقالته للاتحاد الياباني يوم أمس الخميس لأنه كان عضواً أساسياً في ملف التعاقد مع اجيري.
وسيكون ملف اجيري أكبر درس يتعلمه الاتحاد الياباني لكرة القدم بحسب دايني الذي اعترف لكيودو بالقول: «بعد تلك الحادثة أعددنا خطة عمل للجنة الفنية لمدة ثماني سنوات تبدأ من أبريل 2015 حتى يكون العمل احترافياً ومتطوراً، نعد الجميع بعدم تكرار مثل هذه التعاقدات في المستقبل) انتهى الخبر.
ببساطة نتعلَّم من هذا الخبر.. أنك عندما تكون على رأس هرم مؤسسة ما فعليك أن تكون أهلاً لهذه القمة.. ما تحتك سواسية لا فرق بين هذا وذاك.. ولكي تنال الاحترام طبّق النظام.. حتى لو كنت أنت ضحيته.. أما أن يحدث العكس ويكون الوضع بالمقلوب بحيث إن من يفترض أنه حامي القانون هو أول من يحاول أن يفرغه من المضمون.. بل يحاول التذاكي على الجمهور لكي لا يطبّق العقوبات كما رأينا في التعاطي مع خروج المولد وعسيري وشراحيلي من معسكر ماليزيا ومحاولة قذف كرة المسؤولية بين المسؤولين.. هنا علينا ألا ننتظر عدلاً.. ولا نتوقع انضباطاً.. ولا نستغرب انفلاتاً.
أخيراً، أقول لاتحاد الكرة صراحة: أما أن تعاقب اللاعبين بكل قوة.. أو تعاقب نفسك كما فعل اتحاد اليابان عندما ارتكب هفوة.. لا يمكن أن يكون هنالك -وعفواً على التشبيه- قضية بلا أطراف.. الوسط الرياضي ليس ساذجاً لتمرر له سخافة: لم يتم تسليم اللاعبين اللائحة.. ففي كل مجالات الحياة وبكل أصقاع المعمورة عدم العلم بالعقاب لا يعفي منه مهما كانت الأسباب.. قد نختلف أو نتفق على نوعية العقوبة.. لكن (دمدمتها) تحت ستار عدم العلم.. ودفنها بسبب ارتجاف القلم.. وإعادة حكاية (غلطة وصارت) والتغني بموال (كل واحد يصلح سيارته).. كل ذلك يؤكد أن هذا الاتحاد ولجانه كما كررناها أكثر من مرة وآخرها في مقال الأسبوع الماضي: هو اتحاد أوهن من بيت العنكبوت.. بل عذراً لو قلت هو أشبه بالريموت.. قابل للتوجيه ولا يقبل بذاته إدارة نفسه.. لذا فالحل الوحيد للخلاص منه ومن جبنه في عمله هو انتهاء عمر بطاريته.. ولعلنا اقتربنا من الفرج مع نهاية مدته الانتخابية.. ووقتها يمكن لنا أن نزرع أمل.. ونتوق لعمل.. ونستشرف مستقبل.. وحينئذ نقول لكل لاعب: أبشر بطول سلامة يا مخطئ!
مسافة السكة يا هلال!
نعم، قد لا يفصل الهلال عن التأهل للنصف النهائي الآسيوي سوى مسافة السكة للدوحة..
لكن الركون لنتيجة الذهاب بلا عمل للإياب قد يُوقع الزعيم في المحظور.. ودرس الغرافة ليس ببعيد.. لذا فالحذر مطلب لتنال المراد.
آخر سطر
فريق الشباب.. أضحى بلا أنياب!