فهد بن جليد
سعوديون كُثر علقوا، وأشادوا بموقف مطعم إماراتي في أبو ظبي، كتب على واجهته: إن جميع وجباته ( مجاناً ) لمن لا يستطيع دفع ثمنها، لا شك أن هذا الموقف يستحق الإشادة والتقدير، ونتمنى أن تنتشر مثل هذه المُبادرات الإيجابية في كل مكان!.
المُحزن عندما يُعلق بعض (شبابنا) على مبادرة الأشقاء، بأنهم يتمنون أن يكون في السعودية مثلها، وتقرأ في بعض التعليقات (حسرة) بأن هذه المُبادرة لا توجد إلا في الإمارات.. إلخ من الإشادة التي تستحقها (دولة الإمارات العربية المُتحدة) الشقيقة والغالية، وليست مثل هذه المُبادرات أصلاً بغريبة على (أبناء وشعب زايد)، دون أن يعلم هؤلاء المُعلقين بأن هناك (مطعماً سعودياً) شهيراً يقدم ذات الخدمة، بل وبطريقة مُتقدمة مُنذ أن فتح أبوابه عام 1985م في أحد أشهر شوارع الرياض؟!.
الفكرة تكمن أن هناك ساتراً خارجياً أمام المطعم، فيه زر يمكن ضغطه من قبل الشخص الذي لا يملك ثمن الوجبة، من العمال والمعوزين والغرباء، ليأتيه (النادل)، ويقدم له الطلب مجاناً، بطريقة تحفظ كرامته، ودون أن يراه أحد، أو يسمع صوته..!.
بالطبع هذا ليس إقلالاً من مُبادرة المطعم الإماراتي الرائعة، ولكن المطعم السعودي له الأسبقية، ويجب أن يفتخر شبابنا بهذه المُبادرة ويُشيد بها، خصوصاً أن عشرات المطاعم الأخرى اليوم تقدم نفس الخدمة.
(وطننا الغالي) مليء بالكثير من المُبادرات والأفكار الاجتماعية الرائعة والمُميزة، السعوديون رواد العمل الإبداعي، والخيري، والتنموي، والإنساني مُنذ سنوات طويلة، ولكن معظم أبناء السعودية للأسف، يجيدون فقط التصفيق لكل عمل يأتي من الخارج، ويرونه مُختلفاً.. ربما لأننا لم ننجح في تسويق أعمالنا الإنسانية طوال سنوات مضت، وأغفلنا (صناعة الإبهار) في عرضها؟!.
المُبادرات السعودية الناجحة والرائعة لا تعد ولا تُحصى، قدمها أبناء وبنات هذا الوطن داخلياً، بعضها لم يجد الدعم المطلوب، أو المُساندة الإعلامية، صُمَت الأذان، وأغمِضت الأعين، واليوم ها نحن (نُصفق بحرارة) لمن يأتي بمثلها من الخارج!!.
لا بد أن نعلم بأن هناك من يعمل على كسر الهمة، وتثبيط العزائم، والتقليل من المُنجزات، ونشر السلبيات بين الشباب، لكي يروا وطنهم (بعين عوراء)؟!.
شبابنا يجب أن يرفع رأسه وهامته عالياً، فالآباء والأجداد شيدوا له وطن المُعجزات، ووضعوه على سُلم المجد، الأسبقية للسعودية في معظم ميادين الفلاح، فقط لنُنصف (طننا) قليلاً!.
وعلى دروب الخير نلتقي.