غسان محمد علوان
ودع الفريق الهلالي البطولة الآسيوية على يد الأهلي الإماراتي الشقيق بطريقة دراماتيكية، ذهبت معها أحلام البطولة بأمر من السيد دونيس أولاً، ثم لعدم تقدير بعض العناصر بدورهم وأهمية وشرف إرتداء قميص زعيم القارة. أخطأ دونيس خطأً فادحاً بتشكيله ونهجه للقاء، وقد قلت في مقالي الماضي نصاً: ( يجب أن يعي دونيس ذلك جيداً. ويجب أن يعلم مقدار الهيبة التي يفرضها اسم الهلال مهما كانت ظروفه أو نتائجه على نفسية وعقلية لاعبي الخليج خاصة و لاعبي آسيا عموماً. ليس مقبولا على الإطلاق تمكين كوزمين من مراده بسهولة، إما بتشكيل لا يكشف الرغبة بالتسجيل، أو بنهج متردد لا يمكن من خلاله الوصول للهدف المنشود من اللقاء.) لذلك لن أزيد على ذلك. أما ما قدمه بعض لاعبي الهلال خلال اللقاء، يثبت أنهم لا يعون قيمة اللقاء، وحجم المناسبة، والرغبة الجامحة للجماهير المتعلقة بالشعار الذي يرتدونه بتحقيق سابع بطولاتهم القارية. بعضهم يملك من القدرات والمهارات ما يجعلهم نجوماً يشار إليها بالبنان، أما البعض الآخر فلا يملكون أكثر مما قدموا. في الهلال أسماء موجودة بحكم الأقدمية وليس الجدارة. هؤلاء يجب نفض استهتارهم واللامبالاة التي امتهنوها وتشربوها ليزداد الهلال قوة وتألقاً، فيعود الزعيم لمكانه الصحيح مجدداً.
بعد اللقاء قدم الهلال احتجاجه، ولا أدري عن نتيجته إلى الآن، فبغض النظر عن نتيجته يجب التركيز على ما يجب فعله. ورغم ذلك، يجب علينا الإشادة بما فعلته الإدارة الزرقاء بتقديم احتجاج متكامل الأطراف، محكمة الصياغة من الناحية القانونية واللغوية. الجميل ذلك العمل بكل هدوء وصمت، لتحقيق المكتسبات الحقيقية بدلاً من شبيهتها الإعلامية. فالاستحقاقات عدة، والتحديات عدة، وبين هذا و ذاك يجب أن يعد الهلال العدة بشكل حقيقي ومفيد.
عاد الهلال للدوري فحقق فوزه الرابع، وذلك مطلب أساسي لتناسي الخروج الآسيوي. عاد الهلال مع دونيس للواقعية فسجل ثلاثية كانت قابلة للمضاعفة بتشكيل يوحي بالرغبة الهجومية فكان له ما أراد.
عرفنا الهلال دوماً فريقاً هجومياً، فارضاً شخصيته وعنفوانه على منافسيه. و في غير ذلك يختفي، وتحجبه غيوم القناعات تارة، والعناد والتعنت تارة. لازالت إدارة نواف بن سعد تخطو خطواتها الأولى في فترتها الرئاسية، ورغم ذلك أوضحت تلك الخطوات نهجاً واضحاً وصريحاً يتلخص فيه كل العمل: (الهلال أولاً). لا مجاملات في حقوقه، ولا تراخي مع من تراخى في خدمته. لذلك سنرى النتائج المبهرة قريباً بإذنه تعالى.
خاتمة...
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً ** كنقص القادرين على الكمال
(المتنبي)