سعد الدوسري
حين تقودك أقدار الله إلى حجز المرور في «السلي»، فإنك ستكون أمام حالة من الضياع الجغرافي والعصبي في آن واحد. الضياع الجغرافي بسبب بُعْد هذا الحجز ووجوده في مكان لا يمكن الوصول إليه إلاَّ بقدرات خاصة. أما الضياع العصبي، فلأن الازدحامات التي ستواجهك حتى تصل إلى هناك، بالإضافة إلى حالة الحجز نفسه، ستجعلك في حالة إحباط وغضب شديدين.
إنَّ وضع حجز السلي، أو حجز الحاير، لا يعكس رغبة الإدارة العامة للمرور في تنظيم قطاعاته وأنظمته وتواصله الإلكتروني مع المواطنين والمقيمين. إنه وضع خارج عن كل ما قد ينتمي للتنظيم، ويجب التفكير السريع في وضع آلية للتعامل مع هذا الحجز، تسهيلاً للمرور في إدارته لشؤون تلك المركبات المدمرة أو المخالفة أو المشبوهة. وتسهيلاً لأصحاب السيارات في إنهاء موضوع سياراتهم المحجوزة، لكونها ستظل شوكة في حلوقهم، إلى أن ينتهي موضوعها.
إنَّ التطور التقني الذي تشهده مرافق وزارة الداخلية، يجب أن يمتد لكافة القطاعات والإدارات والأقسام التابعة لها. وفي حالة مراكز حجز السيارات، يجب وضع آلية تقنية تمنح صاحب السيارة الحق في حصوله على رسالة توضح دخول سيارته في الحجز، وموقعها داخله، ووسيلة الاتصال بالموظف الذي سيعطيه معلومات إضافية عنها، وربما وسيلة التواصل مع المؤسسات التي قد تكون لها رغبة في شراء السيارة. وإن لم يستطع المرور فعل ذلك، فليتعاقد مع من سيستثمر في هذا المجال.