سلطان المهوس
تعامل اتحاد الكرة السعودي إعلامياً مع قضية مباراة فلسطين بالتصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 بنوع من اللا مبالاة والإهمال والغموض لذلك بقيت الكثير من الأسئلة تراوح مكانها، فيما برزت الفرضيات التي تؤازر الموقف من باب الوطنية دون النظر لأصل الشكلة أو من أوصلنا لهذا الباب المغلق حتى إننا نخشى انسحاباً يدمر كل مستقبلنا بهذه التصفيات..!!
لم يعلن اتحاد الكرة عن أي مؤتمر صحفي يطلع فيه الرأي العام على الموقف بحذافيره، فقد استسلم للكمات اللواء الرجوب الإعلامية بعد أن خلت الساحة له فقط ليعبئ الشارع العربي ضدنا، فيما اتحادنا منكمش بلا دفاع أو حتى أبسط توضيح ..!!
حتى أعضاء الجمعية العمومية نائمون بمنازلهم وشبح عقوبات شطب النتائج يطل برأسه وكان من أبسط أبجديات عملهم معرفة مايدور ولاسيما أن الرئيس فقط أخذ على عاتقه هذا الملف وأصبحت رقبة القضية بيده دون الآخرين ..!!
لقد وقعنا بالفخ..!!
إن كانت نتائج الأخضر بالتصفيات وتصدره للمجموعة قد أعطت ارتياحاً نسبياً هذه المرة فماذا عن المرات القادمة، إذ إن فلسطين ستظل تلعب داخل إطار المنافسات الآسيوية؟!
هل سنظل نعلن الانسحابات؟!
ارتكب الصديق أحمد عيد خطأ لا يغتفر بإعلانه أن المنتخب لن يذهب لرام الله بسبب المعابر الصهيونية..!!
هذا الأمر لا يستقيم بنظر (الفيفا) التي تعتبر الكيان الصهيوني دولة لها عضوية بالجمعية العمومية بالاتحاد الدولي كما هو الحال لفلسطين وترفض مبادئ (الفيفا) أعذاراً من هذا النوع، بل تعتبره انتهاكاً خطيراً يوجب العقوبات القاسية ولذلك وبعد أن فزع القانونيون تغيّرت لهجة اتحاد الكرة لتؤكد أن المخاوف الأمنية هي السبب وهذا هو الصح..!!
نحن ندفع ثمن النيران التي تلتهم (الفيفا) فلا أحد يمكنه الاقتراب من أي ملف ولذلك لا ترموا بالأسباب على ضعف ممثلينا أو ضعفنا الدولي، بل ارموها على من استهتر بالأمر منذ أن خرج جدول التصفيات قبل فترة طويلة ولم يحسم الأمر والمصيبة إن كان يعتقد أن الذهاب إلى هناك جائز..!!
سنواجه الموقف مستقبلاً وعلينا أخذ الفخ الذي وقعنا فيه كدرس نموذجي للتعامل الأمثل معه مستقبلاً فسنلعب مع فلسطين في منافسات الناشئين والشباب والأولمبي والمنتخب الأول والخوف أن يبقى هذا الأمر أحد وسائل اللعبة السياسية بالمنطقة ..!!
أتمنى أن تكون الشفافية حاضرة وأن يتم محاسبة أي مسؤول يثبت تقصيره في هذا الجانب ولاسيما أن انعكاساته الدولية خطيرة ومثيرة..!!
قبل الطبع:
الكياسة هي فن صنع هدف من دون صنع أعداء.
(نيوتن)