د. أحمد الفراج
كتبت عن مأزق الحزب الجمهوري، أو حزب لينكولن، كما يحلو لأنصاره أن يسموه، وكيف أنه يعاني مرحلة وهن، وشح في الزعامات التي يمكن أن تقارع مرشحي الحزب الديمقراطي، وهي الأزمة التي يعترف بها أنصار الحزب، وربما هي السبب في ترشح مجموعة كبيرة لانتخابات الرئاسة القادمة 2016، فعدد المرشحين كبير جداً، ولا يزال الثري دونالد ترمب يتقدمهم، رغم أنه في منافسة قوية مع المرشح الأسمر، وطبيب المخ والأعصاب السابق، الدكتور بين كارسون، إذ يتقدم ترمب على كارسون بعدة نقاط فقط، وإذا كان هذان المرشحان هما من يتصدر المشهد الجمهوري حاليا، فإن هناك خللاً قد لا يستطيع معه الحزب تحقيق انتصار مضمون في الانتخابات المقبلة، ولا يعني تصدر ترمب وكارسون أنه لا يوجد مرشحين أفضل منهم، بل المشكلة هي أن هؤلاء « الأفضل « لا يبلون بلاءاً حسناً، إذ لم يقدموا ما يشفع لهم لدى الناخب، حتى الآن على الأقل.
كانت أكبر الصدمات هي الأداء الرديء لحاكم ولاية فلوريدا السابق، جيب بوش، فهو يترنح منذ فترة، رغم أن الحزب كان يعده ليكون الحصان الرابح، فهو الآن يقبع في المركز الرابع، بسبع نقاط فقط، خلف ترمب وكارسون، وخلف السيناتور من أصل كوبي عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، وهذا الأمر فاقم مشكلة بوش، ما جعله يفقد أعصابه قبل أيام، نتيجة ضغط الإعلام عليه، وشعوره بأنه خذل الحزب، وخذل أنصاره، والواقع يقول إن بوش لم يقدم ما يشفع له، إذ يبدو في لقاءاته بالناخبين، وفي المناظرات، جالباً للضجر، ويفتقد للحماس والكاريزما اللازمة، وكذلك حصل مع حاكم ولاية نيوجرسي، كريس كريستي، فقد كان متوقعا أن يكون أحد فرسان الحزب في الانتخابات المقبلة، إلا أنه لا يزال يقدم أداءاً باهتاً، ويقبع في مؤخرة القائمة حالياً، ومثلهم السيناتور من ولاية تكساس، تيد كروز، فهو يقبع في المركز الخامس، خلف جيب بوش، وهذا أمر لم يتوقعه أكبر المتشائمين.
أيضاً، هناك أسماء أخرى كان يعتقد أنها ستقدم أداءاً جيداً، ولكنها لا زالت تعاني خلف ضجيج الثري دونالد ترمب، ومنهم حاكم ولاية لويزيانا الجنوبية، الأمريكي من أصل هندي، بوبي جندل، وحاكم ولاية نيويورك السابق، جورج باتاكي، وسيدة الأعمال الثرية، كارل فيورينا، فكيف ستتعامل قيادة الحزب الجمهوري مع هذه المعظلة، إذ لا بد أنها تدرك أن تصدر المرشح الثري، والأحمق، دونالد ترمب، للمشهد الجمهوري، ومعه الدكتور الأسمر، بين كارسون، ليس كافياً لإنقاذ الحزب، وهزيمة الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة، ولعلنا نحاول بحث سيناريوهات الحزب في مقال قادم.