إدريس بن عبد الله الدريس
دعاني رجل الأعمال الصديق محمد الحماد إلى وليمة عامرة أقامها في منزله على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، وكانت ليلة حافلة بالحضور النوعي والكمي من المثقفين ورجال الأعمال الذين أسعدهم هذا التوقد الذهني والعمق المعرفي لدى الأمير سعود بن سلمان.
لم يسبق لبعض الذين دعاهم الصديق الحماد الالتقاء بالأمير سعود، أو الاستماع إليه إلا في تلك الأمسية الحاشدة والتي حفلت بالعديد من الطروحات حول الإرهاب وداعش والاستهدافات العدائية الإقليمية للمملكة، وكانت مداخلات الأمير سعود بن سلمان تُنبئ عن سعة اطلاع واتزان في الطرح واستشراف لافت للمستقبل المنظور، وقد زاد من أهمية تلك الأمسية «الحماديه» ذلك الحضور المميز لنائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس الوزراء المهندس خالد بحاح الذي أسهم وجوده وحديثه في إشاعة البشْر والتفاؤل بمستقبل اليمن الشقيق الذي يمارس - هذه الأيام - دوره في إعادة الأمل واستتاب الأمن في ظل سيطرة الحكومة الشرعية على الواقع الجديد، وإعادة الأمور إلى نصابها وإعادة اليمن المختطف إلى حضنه العربي وكبح المطامع الفارسية.
في هذه الأمسية الجميلة استرعى الأمير سعود انتباه الحضور، وهو يسهب في الحديث عن تنامي الاهتمام الشعبي في المملكة بالعمل الخيري وبالأعمال التطوعية، وكان اللافت تلذذه وانشراحه وهو يتحدث عن العمل الخيري حديث المحب، لكن غمامة الاستغراب تنقشع عندما نستذكر الريادات الخيرية التي تولى صنعها والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والذي كان المبادر قبل عقود طويلة في رفع شعار: «ادفع ريالاً تنقذ عربياً»، ورئاسته لهيئات دعم فلسطين وجمعيات البر وإنسان والبوسنة والهرسك وغيرها من المناشط الخيرية التي لا تعد ولا تحصى، فإذا عرفنا ذلك كله عن الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - فإننا سندرك النبع الذي ارتوى الأمير سعود بن سلمان من معينه، وسنعرف الجامعة الخيرية التي تخرج من فصولها.
لقد تنامى وعي الأمير سعود بن سلمان، وتكرّست معرفته بين يدي القائد سلمان بن عبد العزيز، فهو مناط للحكمة ومدرسة في الإدارة اكتسبها من تجاربه العظيمة والمتلاحقة منذ الصغر بين يدي المؤسس الكبير الملك عبد العزيز ثم في استمراره أميراً للرياض، ووزيراً وولياً للعهد، وملكاً للبلاد وينتصب في المقدمة بين الساسة الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط بحسب مجلة «فوربز» العالمية.
إن السر في تميُّز سعود بن سلمان هو لأن الابن - كما يقولون - سر أبيه.