د. خيرية السقاف
لا تقل مشكلة العمالة المنزلية، والسائقين الخاصين أهمية عن مشكلة الإسكان في نمط حياة الفرد في مجتمعنا، فخدم المنازل، والسائقين لأفرادها في جانب هم للحاجة، وفي جوانب أخرى هم مظهر من مظاهر الترف، والفائض..
وفي هذا إن شئنا أن نخوض لتفاوتت الآراء، واختلفت بشكل بيِّن..
ما يعنيني هنا هو أن أقول: إن التوجه لاستقدام العمالة من شرق الأرض، وغربها فيه مساس كبير لبنية المجتمع، وقواماته الخلقية والصحية والنفسية، فهناك من يأتون بخلفيات دينية، وعقائد إرثية، وعادات تراكمية، بعضها بوذي، وشيوعي، وإلحادي، ولا ديني، ناهيك عمن تأمره منهم جِنِّياته بقتل الصغار، وسفك الدماء، وأعمال السحر، وتحريض الشياطين، فيقبلون على نحر الصغار، وطعن الكبار، إضافة إلى ما ينقلونه من أفكار، وأمراض، وما لا نعلم من سلوك خفي لا يظهر إلا حين يصيح المنادي بأن ثمة من يصنع الخمر، ومن يحضِّر الجن، ومن يدس السم، ومن يسحر، ومن يتحرش، ومن يسرق، ومن يعتدي، ومن يفتن، ومن.. ومن..
تلك جميعها أخلاق تُنقل، ومسالك تؤثر، وهواء يلوث.. -باستثناءات لا تخلو منها فئات جاءت وعاشت وتركت أثرًا طيبًا-..
فلماذا..؟
ألا يمكن لوزارة العمل أن تعيد ترتيب شروط الاستقدام، وجهاته؟!! ليكون من دول مسلمة لها خلفياتنا القيمية، نتقارب معها على الأقل في العقيدة؟
وأن تركز على الضرب بقوة على أي تلاعب في شروط الاستقدام من حيث السلوك، والصحة العامة فيمن يستخدم؟!
إضافة إلى وضع حد صارم، وعقوبة نافذة للسوق «الخفية» المتاجرة بأسعار الاستقدام، ونقل الكفالة، تلك الأسعار التي بلغت حدًا يضاهي أسعار الأراضي في أوج تنافسها، ويبرر حاجة المواطن لشد شعر رأسه، والصراخ..؟!
ألا ليت هذه الوزارة تتخذ إجراءات عاجلة، ومكينة في شأن العمالة المنزلية بدءًا التي بدأ الخلل فيها يدعو أرباب البيوت للعمل المخالف لشروط الإيواء، فتذهب للتعامل مع عمالة من الداخل تلك التي تساوم في أسعارها ليبلغ راتب «الطباخة» ثلاثة آلاف وتزيد، والخادمة المنزلية ألفين ونصف، ولا يقل، إلى جانب مخالفة نظامية أنهن لسن على كفالة المستخدم، ولسان حال الجميع «مضطرين ماذا نفعل»..!!
وتدور العجلة، لتعود الحاجة إلى كرة تفتيش جديدة مستديمة، وهدر جديد في جهود جهات عديدة يمكن لها أن تفرغ لأمور أخرى غير المتابعة في «صحة وضع» العمالة المنزلية، ومراقبة السائقين، والمتخلفين الذين يجدون بيوتًا مفتوحة لأن مسارات الاستقدام، ونقل الكفالة مكلفة، ومجهدة - إلا للموسرين-، إضافة إلى سلبياتها الأخرى التي ذكرت.