عبد الكريم الجاسر
* * يُمكن أن نطلق على الجولة القادمة لدوري المحترفين السعودي البداية الحقيقية للدوري.. حيث سيتواصل الركض والتنافس بدون توقف لحوالي ثلاثة أشهر سيتم خلالها رسم ملامح البطولة والبطل والفرق التي ستتنافس فعلياً على اللقب.
شخصياً، لا أعتبر أن الأمور باتت واضحة، وأن الفرق الثلاثة أو الأربعة التي في المقدمة تكاد تكون هي الأفضل والتي ستستمر حتى النهاية في تنافسها على اللقب.. فالفترة القادمة هي البداية الجادة والمحك الحقيقي للفريق الذي يبحث فعلياً عن الصدارة، ممن ينظر للموضوع نظرة سطحية، وأن فريقه هو الذي سيتصدر أو سيحقق اللقب.. فالهلال والأهلي والشباب والاتحاد تحتاج لجهد كبير وإرادة قوية ورغبة صادقة للمنافسة أولاً على اللقب، وثانياً السعي للبطولة وتحقيقها.. فالفريق الذي يبحث لاعبوه جدياً عن البطولة لن يحققوها سوى بالجهد والمثابرة والتضحية والعمل الجاد تماماً، كما فعل لاعبو النصر خلال الموسمين الماضيين، حيث كانوا بالفعل يضعون اللقب هدفاً لهم لم يتنازلوا عنه، وتجاوزوا الكثير من الصعاب وحوّلوا خسائرهم إلى فوز وتحدوا الكثير من الظروف، كما استفادوا من كثير من الظروف سواء أخطاء الخصوم أو الحكام أو غيرهم حتى حققوا اللقب، وهذا حال أي فريق يبحث عن البطولة عليه أن يتجاوز كل الخصوم، ولا يتوقف عند الصعاب ليحقق هدفه.
* * إذاً، اعتباراً من الجولة المقبلة سيتضح ما هو الفريق الباحث عن الصدارة.. وما هو الأكثر جدية نحو اللقب، وهذا كما قلت تحدٍ كبير أمام لاعبي أي فريق يريد البطولة، حيث عليهم التفرغ التام للمنافسة وتهيئة أنفسهم لتحقيق اللقب، وأن تتفق طموحاتهم مع طموحات جماهيرهم بحيث يسير الجميع نحو الإنجاز.. أما الفريق الذي لا يُقدِّر لاعبوه كل ذلك، ولا يعنيهم تحقيق اللقب من عدمه بقدر ما يعنيهم استلام مرتباتهم وحياتهم الخاصة، هؤلاء مثلهم مثل الجماهير التي تُطالب بالألقاب وتبقى في المنازل، فكلا النوعين لن يحقق مبتغاه، ولن يصل للقب، إلا الفريق المُهيأ فنياً ونفسياً وجماهيرياً.. أما الفروق الفنية بين فرق الصدارة فهي لا تكاد تذكر، وشاهدنا نتائج هذه الفرق مع بعضها البعض، كلٌ منها قادر على الفوز على الآخر، لكنه ليس قادراً على الاستمرار نحو اللقب واكتساح الجميع لأنه ليس مهيأ كذلك بعد:
أزمة الأندية المالية.. أين الحل؟!
* * لا يلوح في الأفق أي بوادر على تغير الفكر الإداري في معظم الأندية، وخصوصاً فيما يتعلق بالصرف المالي.. حيث لا يكاد يخلو نادٍ من وجود التزامات مستحقة يجد النادي نفسه عاجزاً عن الإيفاء بها.. فالجميع دون استثناء يعاني مادياً، ولا أمل في تجاوز هذه الأزمات على المدى المنظور.. والسبب من وجهة نظري قرارات متسرعة تُحمّل الأندية أموالاً طائلة دون مبرر.. فقضية التعامل مع اللاعبين الأجانب على سبيل المثال تكاد تكون شاهداً على الهدر المالي دون حتى إتاحة الفرصة كاملة وعادلة للاعبين الجدد، لإثبات جدارتهم والاستفادة من مردودهم لمصلحة الفريق.. فالجميع مستعجل ويبحث عن النتائج بأي ثمن وبأسرع طريقة.. ولذلك يتم اتخاذ قرارات متعجلة بشكل متكرر دون أن يحقق النادي ما يريده من مثل هذه القرارات أو لنقل من هذا التغيير.. ففريق يُغيِّر أجانبه الأربعة قبل انطلاق الموسم وبعد أقل من شهر على تسجيلهم ماذا تنتظر منه؟! وآخر يسجل لاعبين في آخر فترة التسجيل الماضية ويدفع مبالغ ضخمة لهم، وها هو على وشك تغييرهم واستبدالهم، وأقصد هنا الفيصلي أكثر الأندية تغييراً للأجانب، والآخر النصر الذي يحضر عناصر شابة واعدة ثم يتخلى عنها سريعاً كما فعل مع ماركينوس، وها هو المختاري على الأبواب وهكذا، في حين نجد الأنباء تتضارب حول رغبة الهلال في استبدال مدافعه الكوري بلاعب محور بمعنى أن الفائدة الفنية المرتجاة من هذا التغيير محدودة جداً، ويمكن إحضار محور محلي وتنتهي القضية.
وهكذا.. أموال تُصرف دون حساب تجاوباً مع ضغوط جماهيرية أو إعلامية أو رغبات مشرعة في البحث عن الانتصارات والهروب إلى الأمام بعيداً عن أخطاء أخرى ترتكب.. ولا ننسى الاتحاد الذي ليس ببعيد عن هذه الدائرة.. ولذلك فلن تتحسن الأحوال المادية للأندية مطلقاً في ظل هذه الأوضاع، وعلى الأندية معالجة أوضاعها أولاً عبر حسن الاحتيار وإعطاء الفرصة كاملة للاعبين الجدد، وتأجيل الطموحات والعمل عموماً للموسم القادم، مع القبول بما تم اتخاذه من قرارات هذا العام، وتحمّل الضغوط بحثاً عن الخروج بأقل الخسائر.
لمسات
* * نجح الزميل العزيز الأستاذ محمد العبدي في استكتاب النجم الخلوق والرائع عمر الغامدي لتدوين جزء من حياته الرياضية وآرائه وانطباعاته في مشواره الكبير مع الهلال، وتقديمه كوجبة دسمة للجماهير الرياضية لم تخل من التشويق والمتعة.. فهي نتاج خبرة وتجربة كبيرة للنجم الكبير.. فشكراً لنجمنا الخلوق ولأبي مشعل هذه النظرة الثاقبة في عمر الغامدي.
* * *
* * بعد نجاح الزميل العزيز الأستاذ أحمد العجلان في حفل تكريم العزيز محمد البكر.. ها هو يكرر التجربة بنجاح مع الكابتن عمر الغامدي.. سبق ونوهت بنجاح العجلان الكبير آنذاك، واليوم بالتأكيد سنشهد نجاحاً آخر مع عمر الغامدي.
* * *
* * تحدٍ صارخ من قِبل النادي الأهلي للاتحاد السعودي لكرة القدم، ورئيسه الأستاذ أحمد عيد أُعلن على الملأ.. ليؤكد الأهلاويون للجميع أن هذا الاتحاد لا يملك أي مقومات لتحقيق طموحات الجماهير السعودية في قيادة كرة القدم!!
* * *
* * الكابتن عبد الملك الخيبري قدّم نفسه هذا العام بشكل رائع، ليثبت أنه بالفعل أفضل لاعب محور حالياً، وقد كان كذلك في كأس الخليج الماضية، لكنه تعرّض لآراء قمعية لصالح إبراهيم غالب ووليد باخشوين خضع لها السيد لوبيز، ومعه مدير المنتخب آنذاك د. عبد الرزاق أبو داود!