جاسر عبدالعزيز الجاسر
من اليمن إلى الكويت مروراً بالبحرين يتناثر الإرهاب الإيراني الذي استوطن في سوريا والعراق ولبنان، وبدأت أذرعته الإرهابية تنثر عصاباتها على الدول المجاورة وبالذات دول الخليج العربي؛ إذ لم تسلم دولة خليجية عربية من إجرامها الإرهابي.. آخر ما اكتشف من إرهاب نظام ملالي إيران ما كشفته الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية عن تورط إيراني في العمليات الإرهابية في محافظة القطيف، وذلك بعد العثور على عملات إيرانية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة الحية وذلك خلال عمليات تفتيش جرت في مدينة القديح يوم الخميس.
اللواء منصور التركي الناطق باسم وزارة الداخلية قال في تصريح صحفي إن الأجهزة الأمنية عثرت على الوثائق المزورة والذخيرة الحية أثناء قيامها بتفتيش إحدى الأماكن المشبوهة يوم الخميس في مدينة القديح، وأن الأجهزة الأمنية عثرت إضافة إلى الذخيرة الحية تحذيرات عسكرية أخرى من بينها أجهزة اتصالات لا سلكية متقدمة ووثائق مزورة وعملات مالية من بينها عملات إيرانية.
هذا الكشف لم يكن الأول وطبعاً لن يكون الأخير طالما لم يتخذ إجراء جماعي وحازم من قبل الدول المجاورة وبالذات دول مجلس التعاون التي استهدفتها المخابرات الإيرانية وأذرعتها الإرهابية. إذ لم تسلم دولة خليجية من هذا الاستهتار الإيراني؛ الكويت اخترق أمنها أكثر من مرة ووجدت مخابئ للأسلحة، وكشفت عن مجاميع إرهابية وخلايا نائمة، انتهكت الأراضي الكويتية كممر ومعبر لإرسال الأسلحة إلى دول خليجية أخرى لإيصالها إلى أذرع إيران الإرهابية في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، وبالإضافة إلى الكويت لم تسلم البحرين والسعودية من هذا الاستهداف.. فقد كشفت الأجهزة الأمنية في البلدين أكثر من مرة عن مخابئ للأسلحة والذخيرة الحية؛ وكشفت عن عصابات إرهابية شاركت بعضها في أعمال إجرامية، وبعضها لا يزال ساكناً بانتظار تعليمات من طهران للعبث بأمن هذه الدول.
الكشف عن العمليات الإرهابية لإيران وأذرعتها الإرهابية في الدول الثلاث الكويت والبحرين والسعودية لا يعني أن الدول الثلاث الأخرى قطر والإمارات وسلطنة عمان لم تستهدف من قبل هذا النظام الإرهابي، وإن طالها العبث الإيراني سواء بعمل مباشر من العناصر الاستخبارية للنظام أو للجماعات والأحزاب والمنظمات الإجرامية المتعاونة معها كحزب الله اللبناني وحزب الدعوة العراقي والمخابرات السورية وحتى العراقية.. فقد كشفت الأجهزة الأمنية في الإمارات العديد من الأشخاص الذين جندتهم إيران وتم إبعادهم من الإمارات، أيضاً أعلنت سلطنة عمان عن التصول إلى تنظيمات متشددة ذات علاقة بالجماعات الإرهابية، وجرت محاكمتهم، ومع أن قطر لم تعلن عن عمليات مشابهة إلا أن الخبراء الأمنيين لا يستبعدون وجود خلايا نائمة ذات علاقة بالنظام الإيراني شأنهم شأن باقي دول الخليج العربي والتي جميعها مستهدفة من قبل نظام ملالي إيراني، النظام الذي لا ينوي خيراً لهذه الدول، ومع هذا تتناثر دعوات بعضها من دول الخليج العربي بضرورة إجراء حوار مع النظام الإيراني لتحسين العلاقات، دون أن يذكر الداعون لهذا الحوار بحث وقف التدخل الإيراني في الشئون الداخلية لدول الخليج العربي.
الدعوة للحوار مع إيران لا أحد يعارضها إلا أن الصحيح والذي يجب أن يكون واضحاً أن أيّ حوار لابد أن يكون صريحاً وشفافاً دون تغيب للحقائق التي تجسدت على الأرض، فعشرات العمليات الإرهابية التي تمت على الأراضي الخليجية العربية مثبتة وموثقة ولا يمكن أن تتنصل عنها الجهات الإيرانية مهما حاولت الإنكار، وبما أن الخليجيين والإيرانيين معاً يعرفون صدق هذه المعلومات والتي لا يمكن التملص منها، لأن دماء الضحايا لم تجف والوقائع لا يمكن نكرانها، ولهذا فإن الواجب أن يبلغ الإيرانيون بأن عليهم أن يوقفوا هذا العبث الذي من السهل مواجهته بتدخل مماثل في الأراضي الإيرانية التي تشهد تنوعاً وتنافراً عرقياً ومذهبياً يشكل بيئة للقيام بأعمال مضادة خاصة وأن أبناء القوميات والعرقيات والمذهبيات الأخرى يعانون من اضطهاد وقمع وقهر متواصل يسهل من عملية الاختراق إيران التي يجب عليها أن تعي هذه البديهية حتى وأن استمرأت عزوف الدول العربية التدخل في شئونها الداخلية رغم كل عبثها بالأمن العربي.