فهد بن جليد
هل يمكن أن يتعرّف شاب في مجتمعنا على (فتاة) عن طريق الإنترنت، ويذهب في اليوم التالي ليطرق باب (أهلها) طلباً للزواج؟!.
قد تبدو هذه من (القصص الحالمة) التي تتناقلها الفتيات فيما بينهنّ، فنحن نسمع بمثل هذا، ولا نستطيع الجزم بحدوثه، فلا توجد دراسة تؤكد نسب نجاح (الزواج) والتعارف بين الجنسين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، رغم أن حوالي 22% من الزيجات في أمريكا اليوم، تمت بالفعل نتيجة (تعارف الزوجين) من خلال الإنترنت، ربما أن هذا شأن المجتمعات (المُتحررة)؟!.
أما مُجتمعاتنا المحافظة فلا تعترف ولا تُقِّر، بقدرة (وسائل التواصل) على تكوين علاقة ناجحة من هذا النوع، رغم أن تطور هذه الوسائل فرض علينا وجود علاقات حتمية بين (الجنسين) هي مرفوضة في الأصل، ولكنها اليوم واقع افتراضي مُعاش، وبالتالي من الحكمة أن لا يتم قبولها أو رفضها بشكل (مُطلق)، فما يحدث اليوم عبر هذه الوسائل غيّر المعادلة، وجعل الكثيرين يقفزون على الحواجز، بدلاً من الاختيار التقليدي عن طريق (العائلة)، بل إن هناك من يُهرول إلى حسابات الطرف الآخر بعد (الخطبة التقليدية)، ليتعرف ويطلع على مؤشرات واهتمامات، تكشف شخصيته، وهو ما يجعل المُعادلة من الأساس عند البعض، تبدأ عبر وسائل التواصل (أولاً)؟!.
لعبة (الخداع) عبر وسائل التواصل الاجتماعي آخذة في الانتشار، والاتساع أكثر فأكثر في مجتمعنا، والضحايا هم فتيات مُغرّر بهن، يحلمن بزوج (عصري)، سرعان ما يتحول هذا الحلم إلى (كابوس مُقلق)، عندما يُكشر الزوج المنتظر عن أنيابه (كذئب بشري)، بمجرد حصوله على معلومات وصور الفتاة، التي تصبح (فريسة سهلة) نتيجة الجهل (بقواعد اللعبة)!.
ما دعاني لتناول الموضوع هو تجاهل المجتمع، وخجله من الحديث عن (عشرات الشواهد)، فأكثر (زبائن) حسابات الزواج الوهمية هم (سعوديون وسعوديات)، على الأقل حسب ما تروّجه هذه الحسابات، وتدّعيه طبقاً لقوائمها المُعلنة، والتي يجب أن نواجهها، بالتناول والتحليل، سواءً كانت صادقة أم كاذبة؟!.
برأيي أن السكوت والخجل والتجاهل والتعالي، سيزيد عدد المتورطين والضحايا (الباحثين عن الستر)، فالمجتمع ببساطة (غير مُستعد) حتى الآن على الأقل، للقبول بمثل هذه الحلول، للبحث عن (عريس) عبر الإنترنت؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.