عايض البقمي
تدريب الخيل السبق المزعلات المفرحات مهارة من النوع السهل الممتنع وأهل العرف والدراية يعلمون أنها من أصعب المهن الرياضية.
قدر لي في سباقات المصيف الماضية أن أحضر التمارين الصباحية بميدان الحوية وساعدني على ذلك أجواء المصيف العليلة وتذكر سموم الرياض العنيفة!!
شاهدت المدربين الحقيقيين وأشباههم المصنوعين! رأيت بعض الخطط التدريبية (العتيقة) وأخرى مرسومة وحديثة كانت بعض تلك التمارين تستند إلى منهج مدروس وبعضها الآخر مع الخيل ياشقرا وبشكل معفوس!
تعرفت في تلك الزرقات الصباحية على من خيله بالمضمار وآخر سكنه بالحوية وآخر بالرياض تعليماته تصل إلى خيالته ومشغليه بالجوال وهو قابع في زاويته يتابع توتير والانستغرام!
كانت فرصة أن أرى بعيني المدرب المنظم الطموح الذي يبدأ عمله في أنصاف الليالي يدون الملاحظات سواء على بوني أو من أحد المنصات يصحح أخطاء مشغليه كما شاهدت المدرب الذي جل اعتماده على مساعديه وليس له بصمة تحضيرية في تأهيل الجواد الفلاني أو إعادة تأهيل الثاني رأيت من المدربين العتاولة؟! من لا يبرح مكانه (متسمر) كل ما يفعله هو قضاء الوقت على ركبة ونصف والجوال في يده الأخرى ترشف الحليب الممزوج بالشاهي ورأيت مدربين من نوع اللزقات الأصلية ماسك على السيدة جك دوام وهاتك يا ساعة التوقيت شغّل على الخيل (خلفّ لله) وكأنه العفريت!
ان تمارين الخيل وعالمها التدريبي في المضمار (السيدة) بالإمكان تطبيقها لأي مدرب أو حتى مشغل وأصحاب الحرفة والخبرة عالية الشأن يرون بأن التدريب الممنهج (بأم عينيه) ليكون داخل الاسطبل ولم يكذب المدرب الاسطورة جيري بارتون وهو يؤكد ذلك النهج في مقابلة سابقة أجريتها معه أثناء زعتمان الأزرق وسيطرته على البطولات بلغة الأرقام القياسية خماسية وسداسية.
ولو أذن لي جهابذة التدريب بدخول اسطبلاتهم الأنيقة والكبيرة العريقة بعد تشغيل خيولهم وقبل ذهابها للتمارين والسباقات فأين حينها سأفكر بكل جرأة ووصافة في دخول عالم التدريب وحينها بإمكانهم مسألتي عن النتائج واستطيع القول بثقة من أراد ربط خيله معي فإنه سيكون بعملة الدولار الأخضر؟!
نسيت أن أخبركم إعجابي وأنا أحضر التمارين بالميدان الخالد بالحوية.
بالأعداد الكبيرة من الشباب السعودي العاملين في الاسطبلات إن كانوا مدربين أو مساعدين أو حتى خيالة ومشغلين ومتمرنين.
ولعلها مناسبة أن أحيي تلك الإدارات وخصوصًا إدارة الاسبطل السماوي رغم عمرها القصير إلا أنها تنتج العديد من الفرص التشجيعية لأبناء الوطن داخل عرين هذا الاسطبل النموذج.
وبالأرقام فإن عدد العاملين من سعوديين بالسماوي يصل إلى 9 سعوديين وتلك والله هي البذرة التي ستنمو وتترعرع وستخلف مستقبل الفروسية في الوطن الكبير.
اختتم بالقول أنني لم أفكر في خوض تجربة حضور التمارين الصباحية من الحوية إلى الجنادرية
تعلمون لماذا؟ لأنني تحمست في الموسم الماضي وطار النوم من عويناني أثناء متابعة مهددي الخاصة في تمارينها المعتادة.
وكانت هي الأمل والرجاء بعد توفيق الله في اقتناص بعض الجوائز المغرية التي تعوض جهدي وأرقى وإنفاقي لكن تلك الأحلام تبخرت بفعل تدريبي في السدة ونسيانه في الاسطبل وانعكاسه بإصابات مزمنة وأخرى لم تركض حتى اليوم بفعل القرعة الظالمة ولم يكن أمامي حينها سوى الاذعان إلى (الحظ!! وصدق الشاعر الذي قال منذ مبطي:
بعض العرب طيب وحظه يدهويه
وبعض العرب خايب وحظه يشيله؟!
جعلنا الله وإياكم من المحظوظين برضاءه ومغفرته وكريم رفعته في الدنيا والآخرة وأدام علينا أمننا في أوطاننا ومعاملتنا في أبداننا إنه سميع مجيب.
المسار الأخير:
الشعر خيّل ومربطه في رموشك
عطني رسنها واترك الحبل معقوّد