ناصر عبدالله البيشي
حقاً إنها أرزاق يقسمها ربُّ العزة والجلال على عباده إنه يرزق من يشاء بغير حساب، بالأمس القريب كان الشبابيون -كل الشبابيين- يطالبون وبشدة برحيل اللاعب عبدالملك الخيبري من صفوف الفريق الأول؛ لكونه لم يقدم المأمول منه ولم يكن وفق تطلعاتهم وبالذات الجماهير الشبابية التي كانت ترسل صيحاتها للإدارة بسرعة إنهاء عقده والبحث عن لاعب يسد خانته بجدارة.. ولكن بقدرة قادر ظهر اللاعب في عدد من المباريات وبالذات مباراة المنتخب مع الإمارات التي قدم فيها مستوى لفت أنظار الكثير من الأندية لدينا، مما جعلها تتسارع في ضمه، لكن الأهم من ذلك هل هذه النجومية ستستمر أم أنها مؤقتة؟ ولكن بصراحة أقول إن اللاعب عبدالملك الخيبري يستاهل كل خير لكونه صاحب أخلاق أكثر من ممتازة ويعتبره الشبابيون اللاعب الصامت لكونهم لم يسمعوا منه طيلة تواجده في ناديهم أي إساءة.
يا رؤساء الأندية: اتقوا الله في هؤلاء
وأعني بهم العاملين في الأندية، نعم اتقوا الله فيهم، فهم يعملون تحت إدارتكم، هؤلاء الرجال الذين تغربوا عن بلدانهم وأسرهم للبحث عن لقمة عيش شريفة يسدون بها رمق جوعهم بعد عناء يوم شاق من العمل المضني، ولكن مع الأسف الشديد ها هم يعودون إلى منازلهم وهم خالي الوفاض، لا يحملون معهم سوى النظرات الحزينة والقهر، كيف لا وهم الذين لم تصرف رواتبهم لأكثر من سنة. حقاً إنه شيء غير معقول ولا يصدقه العقل ولا يقره المنطق.
أينكم من قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، حقاً إنه قمة العدل والإنصاف، لقد حكا لي أحدهم قائلاً: إنني مهدد بالطرد من السكن أنا وعائلتي لأن صاحبه لم يصدق عندما قلت له إن لي أكثر من سنة لم استلم رواتبي، والشيء الذي يحز في النفس ان هذه الأندية عندما تريد التعاقد مع لاعب أو مدرب نجد هناك مزايدات على حساب رواتب هؤلاء المساكين إذاً اتقوا الله فيهم.
من نسَّق وأعار هؤلاء اللاعبين؟
هناك أسئلة كثيرة تدور في مخيلتي وربما يشاركني الكثير من أبناء الشباب، وخصوصاً عندما أشاهد هؤلاء اللاعبين يقدمون مستويات أكثر من ممتازة. حقاً إنه شيء محير عندما علمنا أن الإدارة الشبابية نسقت الكثير منهم ولو عدنا للوراء لوجدنا أنهم لازالوا صغاراً في الأعمار ولديهم مساحات من العطاء والنجومية والتوهج، والدليل أن الأندية سارعت في التعاقد معهم واستقطابهم، أمثال اللاعبين: فهد حمد، وعبدالإله الرويلي، ووسيم وهيب، وصقر عطيف، وعبدالعزيز الجبرين، ونايف موسم، وغيرهم كثير ممن لا تحضرني أسماؤهم.
نعم، لقد مللنا من الأعذار الواهية التي تحمل في طياتها التدمير لا التطوير، علماً أننا لا نشك فيما تقوم به إدارات الشباب من مجهودات وعمل متواصل تشكر عليه، ولكن كل هذا لا يمنعني مما أود قوله. لأننا كشبابيين نريد أن يكون ليثنا دائماً رقماً ثابتاً في كل البطولات بعد التوفيق من الله عز وجل وتضافر الجهود مع الحفاظ على نجوم الفريق.
كلام من القلب للشبابيين
أحب أن أذكر الشبابيين بأن المعين الشبابي لم ولن ينضب، ففيه الكثير من النجوم الواعدة التي بحول الله عز وجل ستقدم لناديها الشيء الكثير؛ لكون هؤلاء اللاعبين الصغار في أعمارهم الكبار في تفكيرهم، لديهم مساحات كبيرة من النجومية والتوهج فقط هم في حاجة إلى زرع الثقة فيهم، كذلك أحب أن أذكر الآخرين أن مسيرة الشباب لم ولن تتوقف بمجرد انتقال هذا اللاعب أو ذاك ولن يغلق أبوابه وسوف يظل عملاقاً بتاريخه ورجاله وأبنائه الأوفياء.. وهنا أقول للاعب عبدالملك الخيبري: ثق أننا في نادي الشباب ننشد مصلحتك لأننا نعرف تمام المعرفة أننا في عصر الاحتراف ومن حق اللاعب أن يبحث عن مصدر رزقه، وهذا حق مشروع له ليس لنا دخل فيه ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن هناك لاعبين نجوماً رحلوا عن النادي إما بداع الاعتزال أو الإصابات أو غير ذلك. ورغم ذلك ها هو الليث لم يغب عن منصات البطولات بعد التوفيق من الله ثم تضافر جهود أبنائه.