د.عبدالعزيز العمر
عندما يبدأ الطفل الغربي تعليمه الابتدائي يكون متوسط رصيده من مفردات لغته الأم في حدود عشرة آلاف كلمة، وكان هذا الرصيد قبل عقود قليلة أربعة آلاف كلمة. في المقابل، عندما يبدأ طفلنا العربي تعليمه الابتدائي يكون متوسط رصيده من مفردات لغته العربية ألفين وخمسمائة كلمة. في يقيني أن فقر طالبنا اللغوي كان ولا يزال عقبة أعاقت تعليمه، وخصوصاً تعلُّم مادة العلوم (عصب حضارة اليوم). إن ارتفاع متوسط حصيلة الطفل الغربي اللغوية من أربعة آلاف كلمة إلى عشرة آلاف كلمة خلال العقود الماضية، جاء نتيجة إيمان الغرب العميق بأن التمكن في اللغة هو أقوى العوامل المؤثرة في جودة تعليم الطفل، فكرة هذا المقال تولّدت لديّ عندما اطلعت على كتب العلوم للمراحل المبكرة من تعليمنا، لاحظت حينها أنه من الصعب جداً على طلابنا فهم واستيعاب محتوى هذه الكتب، والسبب ببساطة يعود إلى أن هذه الكتب (المترجمة من ثقافة غربية) تحتوى مفردات ومصطلحات علمية متقدمة قد لا يفهمها كثير من طلابنا، فهذه الكتب تبدو متوحشة لكثير من طلابنا. صدقوني أن بعض مفردات هذه الكتب لم أعرفها إلا في المرحلة الثانوية. يبدو أننا بدأنا مع أطفالنا من حيث انتهى الغرب المتقدم مع أطفاله. أستطيع أن أختصر لك علة تعليمنا الكبرى اليوم في تدني مستوى طلابنا في مهارة القراءة، وسبب ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى عدم وجود معلمين مؤهلين لتدريس مهارة القراءة في مراحل التعليم المبكرة.