ناهد باشطح
فاصلة:
( من يمارس حقه لا يسيء إلى أحد)
- حكمة عالمية -
غرق فتاتين سقطتا في حفرة وقت السيول في محافظة سليلة جهينة والمريع ليست حادثة واحدة حدثت في وقت الأمطار والسيول التي مررنا بها مؤخراً.
من المتوقع أن هناك ضحايا، هنا وهناك، نتجت عن تهاون المسؤولين وضعف الرقابة على المشاريع المفترض دورها الوقائي لدرء أخطار السيول!!
لم تحدث هذه الضجة في الصحف وفي القنوات التلفزيونية حين انتشل مقيم من السودان جثتي الفتاتين من حفرة نتجت عن السيول فقط، لكن الضجة حدثت حين صور أحدهم مقطع زيارة محافظ العيص وأفراد الدفاع المدني، وبدأ الحديث التقليدي وتقديم العزاء لذوي الضحيتين، وبدأ حديث المسؤول عن دوره في عزاء أهل الفقيدتين يرحمهما الله.
إلا أن أحد أقارب الفتاتين لم يعجبه قول المحافظ إنه أتاهم في وقت الحادثة يواسيهم في نكبتهم، فبدأ يتحدث بانفعال عن نكبتهم ويلوم المحافظ ويحمله المسؤولية بأنهم أمضوا يوما كاملا بعد الحدث وليس كما قال إنه تواجد معهم في لحظتها، وأشار إلى عجز والد الفتاتين لمرضه وعدم قدرته على الرد عليهم وايضاح الحقيقة.
الشخص الذي سجل المقطع بكاميرا المحمول ونشره في مواقع التواصل الاجتماعي قام بدور الصحفي النزيه، نقل الحدث كما هو بدون أي تدخل منه للحدث، وتجاوز تدخل ثقافة الصحفي في نقل الخبر واجندة المؤسسة الصحفية في نشره.
يبدو ان الفترة التي بدأت فيها صحافة المواطن بالانتشار هي التي ستعيد للاعلام قيمته في كشف الأخطاء ودوره في أن يكون صوت الضعفاء والمنكوبين.
لم يعد الصحافي التقليدي قادراً على نشر الحقائق كاملة اما لضعف مهنيته أو لقيود مؤسسته الصحافية سواء كان إذاعة أو تلفازاً، لكن الكاميرا التي صارت في متناول الجميع استطاعت ان تكون الشاهد على الحدث.
رحم الله الفتاتين وصبر ذويهما واعان الله كل مسؤول نزيه على محاسبة الجهات التي لا تراقب مشاريع درء أخطار السيول.
هذه الحادثة مؤلمة وغيرها حوادث كثر تؤلمنا حينما ترخص حياة الإنسان أمام تهاون المسؤول وجشع أصحاب المشاريع.
كان الله في العون.